يا نار شبّت فارتفعت لضوئها |
|
كالسّيف لاح مع النّذير المقبل |
وأنشد ابن الأعرابي شعرا :
إنّي إذا ما علقت علاق |
|
وشمّرت أولادها عن ساق |
شمطاء ذات مضحك براق |
|
كريهة المنظر والمذاق |
وصافحت بكفّها حلّاق |
|
صار به يطعن للأرواق |
أعمل خلق الله بالمخراق |
|
وبالشّهاب اللّامع الخفّاق |
وبيّنات جشأ دقاق |
|
وأبسط الكفّين للعناق |
وإنّما الدّولة بالأرزاق فسر المخراق منها على أنّه السّيف وعنى ببنات جشاء : النّبل ، ويقال : رعدت السّماء وبرقت ، ويقال : أرعدت وأبرقت أيضا ، وبعضهم ينكره وينشد :
أبرق وأرعد يا يز |
|
يد فما وعيدك لي بضائر |
ويقال : أرعد القوم إذا أصابهم الرّعد ، وفي الرّعد الإرزام وهو صوت للرّعد غير شديد ، ويقال : أرزم الرّعد. وفيه انهزم وهو اسم صوت الرّعد شديدة وضعيفة ، وهو الهزيم. ويقال : تهزّم الرّعد تهزّما وانهزم الرّعد انهزاما. وفيه القعقعة وهو تتابع صوت الرّعد في شدّة ، وجمعه القعاقع. وفيه الرّجس والرّجسان وهو صوت الرّعد الثقيل. يقال : رجس الرّعد والسّماء يرجس. وفيه الصّاعقة وجماعة الصّواعق ، وهي نار تسقط من السّماء في رعد شديد ، ويقال : أصعقت علينا إصعاقا ، ويقال : صاعقة أيضا. وقال :
يحكون بالمصقولة القواطع |
|
يشقّق البرق عن الصّواعق |
وذكر بعضهم البرق فقال : يلتمع الأبصار ، ويهلك الغض من الثمار ، ويكنع بعاع البقل ، وقيل : لا يكون برق لا رعد معه إلا أن يكون رزالا يعنق السّحاب أو يكون خفوا لا يشنق ، ووصف بعضهم الرّعد فقال : يرج الأرض ، ويحرق الطّير ، ويمرق بيضها ، ويصم السّمع ، ويسقط الأحبال ، ويصدع القلوب. وفيه الأريز يقال : إنّ الرّعد تأرّز تأرّزا وترززت السّماء ترززا. قال :
جارتنا من وابل الأسلمي |
|
ترززا من وراء الأكم |
رز الزّوايا بالمزاد المعصم |
ويقال : جلجل الرّعد جلجلة وهو الصّوت ينقلب في جنوب السّحاب وتهزج الرّعد تهزجا وهو مثل الجلجلة ، وزمزم زمزمة وهو أحسنه صوتا وأثبته مطرا ، وأرنت السّماء إرنانا : وهو صوت الرّعد الذي لا ينقطع ، يقال : رنّ وأرنّ بمعنى واحد وجمع.