والأماق (١) العته والغل ، يقال في فلان ماقة.
وقوله : وتأكلوا الرّباق : يعني العهود التي صارت كالأرباق في الأعناق.
وقوله صلىاللهعليهوسلم : «من أبي فعليه الرّبوة» أي : الزّيادة ، يريد أنّ الخارج من الطّاعة يتضاعف عليه ما يلزمه ، وهذا كما روي عنه صلىاللهعليهوسلم وقد قيل له : إنّ فلانا قد منع الصّدقة ، فقال : هي عليه ومثلها.
حديث قيلة : روت قيلة : قالت وردت على رسول الله صلىاللهعليهوسلم فصلّيت معه الغداة حتّى إذا طلعت الشّمس دنوت وكنت إذا رأيت رجلا ذا رواء ، وذا قشر طمح بصري إليه ، فجاء رجل فقال : السّلام عليك يا رسول الله ، فقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «وعليك السّلام» ، وهو قاعد القرفصاء ، وعليه أسمال مليتين ، ومعه عسيب نخل مقشو غير خوصتين من أعلاه ، قالت : فتقدّم صاحبي فبايعه على الإسلام ثم قال له : يا رسول الله اكتب لي بالدّهناء ، فقال : «يا غلام اكتب له» قالت : فشخص بي وكانت وطني وداري ، فقلت : يا رسول الله الدّهناء مقيد الجمل ، ومرعى الغنم ، وهذه نساء بني تميم وراء ذلك فقال : «صدقت المسكينة المسلم أخو المسلم بينهما الماء والشّجر ، ويتعاونان على الفتان». وقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «أيلام ابن هذه أن يفصل الخطة وينتصر من وراء الحجرة». يقال شخص بفلان : إذا أتى ما يقلقله ويحرّه.
والفتان جمع فاتن وهم الشّياطين يفتنون ويفتح فاؤه فيقال : فتّان ، على المبالغة. والرّواء : المنظر ، والقشر : اللّباس ، والقرفصاء : جلسة المحتبي ، والعسيب : جريد النّخل ، والمقشو : المقشور.
وممّا روي من أخبار الوفود أن معاوية بن ثور وفد على رسول الله صلىاللهعليهوسلم وهو ابن مائة سنة ، ومعه ابنه بشر ، فقال معاوية للنبي صلىاللهعليهوسلم : إني أتبرّك بمسّك وقد كبرت وابني هذا بربي فامسح وجهه ، فمسح صلىاللهعليهوسلم وجه بشر ، وأعطاه أعنزا عفرا ، وبرك عليهم ، قالوا : وكانت السّنة ربما أصابت بني البكاء ولا يصيبهم فقال محمد بن بشر شعرا :
وأبي الذي مسح النّبي برأسه |
|
ودعا له بالخير والبركات |
أعطاه أحمد إذ أتاه أعنزا |
|
عفرا نواحل لسن باللّجبات |
يملأن رفد الحيّ كلّ عشيّة |
|
ويعود ذاك الملء بالغدوات |
بوركن من منح وبورك مانحا |
|
وعليه منّي ما حييت صلاتي |
__________________
(١) الإماق الحمية والأنفة وقيل الجرأة ـ مجمع.