تلفّت نحو الحيّ حتّى وجدتني |
|
وجعت من الإصغاء ليتا وأخدعا |
وليست عشيات الحمى برواجع |
|
عليك ولكن خلّ عينيك تدمعا |
أنشد أبو صالح الآمدي عن الأخفش :
سقى الله أياما لنا ليس رجّعا |
|
إلينا وعصر العامريّة من عصر |
ليالي أعطيت البطالة مقودي |
|
تمرّ اللّيالي والشّهور ولا أدري |
مضى لي زمان لو أخيّر بينه |
|
وبين حياتي خالدا آخر الدّهر |
لقلت دعوني ساعة وحديثها |
|
على غفلة الواشين ثم اقطعوا عمري |
وقال آخر :
أقول لصاحبي والعيس تهوي |
|
بنا بين المنيفة فالضّمار |
تمتّع من شميم عرار نجد |
|
فما بعد العشيّة من عرار |
ألا يا حبّذا نفحات نجد |
|
وريّا روضه بعد القطار |
وأهلك إذا يحلّ الحيّ نجدا |
|
وأنت على زمانك غير زار |
شهور ينقضين وما شعرنا |
|
بأنصاف لهنّ ولا سرار |
قال ابن الرّومي :
بكيت فلم تترك لعينك مدمعا |
|
زمانا طوى شرخ الشّباب فودّعا |
سقى الله أوطارا لنا ومآربا |
|
تقطّع من أقرانها ما تقطّعا |
ليالي ينسين اللّيالي حسابها |
|
بلهنية أقضي بها الحول أجمعا |
على غرة لا أعرف اليوم باسمه |
|
وأعمل فيه اللهو مرأى ومسمعا |
قال معن بن زائدة :
تمطّى بنيسابور ليلي وربّما |
|
يرى بجنوب الدّير وهو قصير |
ليالي إذا كلّ الأحبة حاضر |
|
وما كحضور من يحبّ سرور |
فأصبحت أمّا من أحبّ فنازح |
|
وأمّا الألى أقليهم فحضور |
وإذ لا أبالي أن يضيّع سائس |
|
ويشقى بما جرّت يداه وزير |
يحنّ إلى الألّاف قلبي وقلبه |
|
إذا شاء عن ألّافه لصبور |
أبيت أناجي النّفس حتى كأنّما |
|
يشير إليها بالبنان مشير |
لعلّ الذي لا يجمع الشّمل غيره |
|
يدير رحى جمع الهوى فتدور |
فتسكن أشجانا وتلفي أحبة |
|
ويورق غصن للشّباب نضير |