ولذلك سمّيت الحمل والسّرطان والميزان ، والجدي منقلبة لأنّها متى نزلت الشّمس أوّل الحمل انقلب الزّمان من طبيعة فصل الشّتاء وأحواله إلى طبيعة فصل الرّبيع ، وإذا نزلت السّرطان انقلب الزّمان من طبيعة فصل الرّبيع إلى طبيعة فصل الصّيف وأحواله. (وإذا نزلت) الميزان انقلب الزّمان من طبيعة فصل الصّيف وأحواله إلى طبيعة فصل الخريف وأحواله.
وإذا نزلت الجدي انقلب الزّمان من طبيعة فصل الخريف إلى طبيعة فصل الشّتاء وأحواله ، وسمّيت الثّور والأسد والعقرب والدّلو ثابتة لأنّه إذا نزلت الثّور ثبتت طبيعة فصل الرّبيع ، وإذا نزلت الأسد ثبتت طبيعة فصل الصّيف ، وإذا نزلت العقرب ثبتت طبيعة فصل الخريف ، وإذا نزلت الدّلو ثبتت طبيعة فصل الشّتاء ، وسمّيت الجوزاء والسّنبلة والقوس والحوت ذوات جسدين ، لأنّه إذا صارت الشّمس في النّصف من الجوزاء تمتزج طبيعة فصل الرّبيع وطبيعة فصل الصّيف ، وإذا صارت في النّصف من السّنبلة تمتزج طبيعة فصل الصّيف بطبيعة فصل الخريف ، وإذا صارت في النّصف من القوس تمتزج طبيعة فصل الخريف بطبيعة فصل الشّتاء. وإذا صارت في النّصف من الحوت تمتزج طبيعة فصل الشّتاء بطبيعة فصل الرّبيع.
واعلم أن الشهر إذا تمّ فكان ثلاثين يوما طلع الهلال (١) بعد ما تجاوز.
__________________
(١) قال في كنز المدفون : يقال للهلال : هلال لليلتين من أول الشهر ولليلتين من آخره ، ويسمّى ما بين ذلك قمرا ، وقيل إنه خصّ كلّ ثلاث ليال باسم ، فالثلاثة الأول يقال لها هلال ، والثّلاثة الثانية يقال لها قمر ، والثّلاثة الثالثة يقال لها بهر ، والثّلاثة الرّابعة يقال لها زهر ، والثّلاثة الخامسة يقال لها : بيض ، والثّلاثة السّادسة يقال لها درع ، والثّلاثة السابعة يقال لها ظلم ، والثّلاثة الثامنة يقال لها حنادس ، والثلاثة التّاسعة يقال لها : دآدئ ، والثلاثة العاشرة يقال لليلتين منها محاق وليلة وهي آخره سرار.
وقيل : غير هذه ثلاث غرر ، وغرة كل شيء أوله ، وقيل : شهب وثلاث زهر والزّهرة البياض ، وقيل نفل وثلاث تسع لأن آخر يوم منها هو التّاسع وثلاث بهر لأنّه يبهر فيها الظّلام ، وثلاث بيض لأنّ لياليها بيض بطلوع القمر من أوّلها إلى آخرها وثلاث درع لأنّ أوّله يكون أسود وباقيته أبيض وثلاث دهم ، وفحم وثلاث حنادس وثلاث دآدئ وثلاث محاق لانمحاق الشّهر ، وقيل : إنّ العرب تسمّي اللّيلة الثامنة والعشرين دعجاء وليلة تسع وعشرين دهماء ، وليلة ثلاثين ليلاء (من كلام الشيخ كمال الدّين الدّميري). قال شعرا :
ثمّ ليالي الشّهر ما قد عرفوا |
|
كلّ ثلاث الصّفات تعرف |
فغرر وتفل وتسع |
|
وبهر والبيض ثمّ الدّرع |
وظلم حنادس دآدي |
|
ثم المحاق لانمحاق بادي |
(١) القاضي محمد شريف الدّين المصحح عفا الله عنه.