المعطية : تدل على اليسار والإحسان. والبروج الآخذة تدل على خلافه ومما يبيّن ما ذكرناه في سهيل قوله :
إذا ما نجوم اللّيل آضت كأنّها |
|
هجاين يطلعن الفلاة صوادر |
شآمية إلّا سهيلا كأنّه |
|
فنيق غدا عن شوله وهو جافر |
ألا ترى أنّه جعل يمانيا إذ كان مداره في شق اليمن. وجعل الثّريا شآمية إذ كان مدارها في شق الشّمال. وقال آخر في سهيل :
فمنهنّ إدلاجي إلى كلّ كوكب |
|
له من عماني النّجوم نظير |
فجعله عمانيا إذ كان مجراه في ذلك الشّق ، كما جعل الأول يمانيا وفي معنى قوله : فنيق غدا عن شوله وهو جافر. يقول الآخر شعرا :
وقد لاح للسّاري سهيل كأنّه |
|
قريع هجان يتبع الشّول جافر |
شبّه في انفراده بفحل انقطع عن الضّراب فتنحّى عن الإبل وتركها. وقال آخر :
إذا سهيل لاح كالوقود |
|
فردا كشاة البقر المطرود |
فهذا يريد وبيصه وشعاعه وانفراده كما قال غيره يريد التّهيّج ، قال شعرا :
حتى إذا لاح سهيل بسحر |
|
كعشوة القابس ترمي بالشّرر |
وقال آخر يصف ثور وحش :
فبات عذوبا للسّماء كأنّه |
|
سهيل إذا ما أفردته الكواكب |
العذوب : القائم الذي لا يطعم. وقال آخر في انفراده :
من يك ذا مال يكاشر لماله |
|
وإن كان أنأى من سهيل الكواكب |
يعارض عن مجرى النّجوم وينتحي |
|
ويسري إذا يسرين غير مصاحب |
وقال آخر يصف رفقاء تجمّعوا :
وفتية غيد من التّسهيد |
|
نبتهم من مهجع مورود |
والنّجم بين الغمّ والتّعريد |
|
إذا سهيل لاح كالوقود |
فردا كشاة البقر المطرود |
|
ولاحت الجوزاء كالعنقود |
كأنّها من نظر ممدود |
|
بالأفق انظامان من فريد |
الإنظام : القلائد ينظم فيها ، والفريد : الشّذر ، وإذا نظرت إلى الجوزاء وهو على الأفق