شعر :
فمن بنجوته كمن بعقوته |
|
والمستكنّ كمن يمشي بقرواح |
ومثله قول الآخر :
أسدف منشقّ عراه فذو الأدماث |
|
ما كان كذي الموئل |
الأسدف : الأسود وجعل عراه ينشقّ بالماء والدّمث : السّهل اللّين ، والموئل : المكان المرتفع الذي يئل النّاس إليه من السّيل.
وروي أن المعقّر البارقي سأل ابنته عن السّحابة وقد كفّ بصره ، وإنمّا سمع صوت رعدة فقالت : أرى سحما عفاقة ، كأنّها حولاء ناقة ذات هيدب دان وسير وان فقال : يا بنية وائلي بي إلى جنب قفلة ، فإنها لا تنبت إلا بمنجاة من السّيل. القفل : ضرب من الشّجر لا ينبت إلا مرتفعا من السّيل وإذا كان السّحاب أصهب إلى البياض فذاك دليل على أنه لا ماء فيه وعلى الجدب. قال النابغة شعرا :
صهباء ظمّاء أبين البين عن عرض |
|
يزجين غيما قليلا ماؤه شبما |
وقال أمية بن أبي الصّلت يذكره شدّة الزّمان في الشّتاء :
وشوّذت شمسهم إذا طلعت |
|
بالجلب هفا كأنّه الكتم |
شوّذت : عليت وعمّمت ، ويقال للعمامة المشوّذ والجلب : سحاب لا ماء فيه ، والهف : الرّقيق. وذلك من علامات الجدب.
وقد يعترض في الأفق حمرة بالغداة والعشيّ من غير سحاب في الشّتاء فيستدلّ به على قلّة الخير وشدّة الزّمان. وقال النابغة شعرا :
لا يبرمون إذا ما الأفق جلّله |
|
صرّ الشّتاء من الإمحال كالآدم |
يريد : لا يخلون في هذا الوقت ، والبرم : الذي لا يدخل مع القوم في المسير. وقال الكميت :
إذا أمست الآفاق حمرا جنوبها |
|
لشيبان أو ملحان فاليوم أشهب |
وقال الفرزدق :
يغضّون بأطراف العصيّ تلفّهم |
|
من الشّام حمر الضّحى والأصائل |
يريد حمر الآفاق : أوّل النّهار وآخره ، فهذه الحمرة التي بيّنتها ودللت عليها بشواهدها