فسمعنى ، فبعثنى أحجز بينهم ، فأتيتهم ، فحجزت بينهم ، ثم رجعت إليه ، فقال : أقتل أحد من الناس هنالك؟ قلت : لا. قال : الحمد لله الذي لم يقتل أحد منهم عاصيا.
قال : وحدثنا عبد الملك بن مسلمة ، عن مالك بن أنس ، أن مصر فتحت سنة عشرين.
قال فلما هزم الله تبارك وتعالى الروم وفتح الإسكندرية كما حدثنا عبد الله بن صالح ، عن الليث ، وهرب الروم فى البر (١) والبحر خلّف عمرو بن العاص بالإسكندرية ألف رجل من أصحابه ، ومضى عمرو ومن معه فى طلب من هرب من الروم فى البرّ ، فرجع من كان هرب من الروم فى البحر (٢) إلى الاسكندرية ، فقتلوا من كان فيها من المسلمين إلا من هرب منهم ، وبلغ ذلك عمرو بن العاص ، فكرّ راجعا ، ففتحها وأقام بها ، وكتب إلى عمر بن الخطّاب : إن الله قد فتح علينا الإسكندرية عنوة بغير عقد ولا عهد ، فكتب إليه عمر بن الخطّاب يقبّح رأيه ، ويأمره ألا يجاوزها (٣).
قال ابن لهيعة : وهو فتح الإسكندرية الثانى. وكان سبب فتحها هذا كما حدثنا إبراهيم بن سعيد البلوى ، أن رجلا يقال له ابن بسّامة كان بوّابا ، فسأل عمرو بن العاص أن يؤمنه على نفسه وأرضه وأهل بيته ، ويفتح له الباب ، فأجابه عمرو إلى ذلك ، ففتح له ابن بسّامة الباب ، فدخل عمرو ، وكان مدخله هذا من ناحية القنطرة التى يقال لها قنطرة سليمان ، وكان مدخل عمرو بن العاص الأوّل من باب المدينة الذي من ناحية كنيسة الذهب. وقد بقى لابن بسّامة عقب بالإسكندرية إلى اليوم.
حدثنا هانئ بن المتوكّل ، حدثنا ضمام بن إسماعيل المعافرى ، قال : قتل من المسلمين من حين كان من أمر الإسكندرية ما كان إلى أن فتحت اثنان وعشرون رجلا (٤).
وبعث عمرو بن العاص كما حدثنا عثمان بن صالح ، عن ابن لهيعة ، معاوية بن
__________________
(١) ب : «الجزاير».
(٢) فرجع من كان هرب من الروم فى البحر إلى الإسكندرية ، ك : «فرجع من كان هرب من الروم فى البر ، ورجع من كان هرب من الروم فى البحر إلى الإسكندرية».
(٣) قارن بالسيوطى ج ١ ص ١٢١ وهو ينقل عن ابن عبد الحكم.
(٤) قارن بالسيوطى ج ١ ص ٢٢١ ـ ١٢٢