الفهريّين التى فى زقاق القناديل. ويقال بل كانت تلك الدار خطّة عقبة بن نافع ، ويقال بل كانت دار الفلفل لسعد بن أبى وقّاص فتصدّق بها على المسلمين ، واقتصر على داره التى بالموقف ، والله أعلم. ويقال إن داره التى بالموقف التى تعرف بالفندق ليس هو خطّة لسعد ، وإنما كان لمولى (١) سعد فمات فورثها عنه آل سعد. وإنما سمّيت دار الفلفل ؛ لأن أسامة بن زيد التنوخىّ إذ كان واليا على خراج مصر ، وابتاع من موسى بن وردان فلفلا بعشرين ألف دينار كان كتب فيه الوليد بن عبد الملك أراد أن يهديه إلى صاحب الروم ، فخزنه فيها ، فشكا ذلك موسى بن وردان إلى عمر بن عبد العزيز حين ولى الخلافة ، فكتب أن يدفع إليه.
حدثنا طلق بن السمح ، حدثنا ضمام بن إسماعيل ، حدثنى موسى بن وردان ، قال : دخلت على عمر بن عبد العزيز فحدّثته بأحاديث عمّن أدركته من أصحاب رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، فكنت عنده بمنزله ، أدخل إذا شئت وأخرج إذا شئت ، فكنت أحدّثه عمّن أدركت من أصحاب رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، فسألته الكتاب إلى حيّان بن سريج فى عشرين ألف دينار أستوفيها مرح ثمن فلفل ليكتب إليه يدفعها (٢) إلىّ ، فقال لى : ولمن العشرون الألف الدينار؟ قلت : هى لى. قال : ومن أين هى لك؟ قلت له : كنت تاجرا ، فضرب بمخصرته ثم قال : التاجر فاجر ، والفاجر فى النار. ثم قال : اكتبوا إلى حيّان بن سريج (٣) ، فلم أدخل عليه بعدها ، وأمر حاجبه ألا يدخلنى عليه.
وصارت دار الزلابية للحكم بن أبى بكر. ويقال بل دار الزلابية خطّة عبدة بن عبدة.
واختطّ مسلمة بن مخلّد دار الرمل ، واختطّ مع مسلمة فيها ، أبو رافع مولى رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، واختطّ معهم عقبة بن عامر الجهنىّ ، فلما ولى مسلمة بن مخلّد سأله معاوية داره فأعطاه إياها ، وخطّ له فى الفضاء داره ذات الحمّام التى بسوق (٤) وردان. ثم صارت
__________________
(١) تحرفت فى طبعة عامر إلى (مولى).
(٢) ج : «ليدفعها لى».
(٣) تصحفت فى طبعة عامر إلى (سريح).
(٤) التى بسوق : (ج) «إلى سوق».