وأنكب (١) عن الطريق ؛ وإنى والله ما أرغب عن صالح ما تعلم ؛ ولكنّ أهل الأرض استنظرونى إلى أن تدرك غلّتهم ؛ فنظرت للمسلمين ؛ فكان الرفق بهم خيرا من أن يخرق بهم ، فيصيروا إلى بيع ما لا غنى بهم (٢) عنه. والسلام.
حدثنا عبد الله بن صالح ، عن الليث بن سعد ، أن عمرا جباها اثنى عشر ألف ألف.
قال غير الليث : وجباها المقوقس قبله بسنة عشرين (٣) ألف ألف ، فعند ذلك كتب إليه عمر بما كتب به.
قال الليث وجباها عبد الله بن سعد حين استعمله عليها عثمان أربعة عشر ألف ألف ، فقال عثمان لعمرو : يا أبا عبد الله ، درّت اللقحة بأكثر من درّها الاوّل ، قال عمرو : أضررتم بولدها.
وقال غير الليث : فقال له عمرو : ذلك إن لم يمت الفصيل.
حدثنا هشام بن إسحاق العامرى ، قال : كتب عمر بن الخطاب إلى عمرو بن العاص ، أن يسأل المقوقس عن مصر : من أين تأتى عمارتها وخرابها؟ فسأله عمرو ، فقال له المقوقس : تأتى عمارتها وخرابها من وجوه خمسة : أن يستخرج خراجها فى إبّان واحد عند فراغ أهلها من زروعهم (٤) ، ويرفع خراجها فى إبّان واحد عند فراغ أهلها من عصر كرومهم ، وتحفر فى كل سنة خلجها ، وتسدّ ترعها وجسورّها ، ولا يقبل محل أهلها ـ يريد البغى ـ فإذا فعل (٥) هذا فيها عمرت ، وإن عمل فيها بخلافه خربت.
قال وفى كتاب ابن بكير الذي أعطانى (٦) عن ابن زيد بن أسلم ، عن أبيه ، قال : لمّا استبطأ عمر بن الخطاب عمرو بن العاص فى الخراج ، كتب إليه : أن ابعث إلىّ رجلا
__________________
(١) ج : «وانكف».
(٢) ب ، ج : «لهم».
(٣) بسنة عشرين ، ك : «ستة وعشرين».
(٤) د : «زرعهم».
(٥) د : «عمل».
(٦) ب : «أعطانيه».