الخولانىّ ، يرفعان الحديث إلى عبد الله بن عمرو ، قال : (١) قبط مصر أكرم الأعاجم كلّها ، وأسمحهم يدا ، وأفضلهم عنصرا وأقربهم رحما بالعرب عامّة ، وبقريش خاصّة ، ومن أراد أن يذكر (٢) الفردوس ، أو (٣) ينظر إلى مثلها فى الدنيا ، فلينظر إلى أرض مصر حين تخضرّ زروعها (٤) وتنّور ثمارها (١).
حدثنا أبو الأسود النضر بن عبد الجبّار ، حدثنا ابن لهيعة ، عن يزيد بن عمرو المعافرىّ ، عن كعب الأحبار ، قال : من أراد أن ينظر إلى شبه الجنّة فلينظر إلى مصر إذا أخرفت ، وقال غير أبى الأسود : إلى أرض مصر إذا أزهرت (٥).
وقال غير ابن لهيعة : وكان منهم السحرة فآمنوا (٦) جميعا (٧) فى ساعة واحدة ، ولا نعلم (٨) جماعة أسلمت فى ساعة واحدة أكثر من جماعة القبط.
قال : وكانوا كما حدثنا عثمان بن صالح ، عن ابن لهيعة ، عن عبد الله بن هبيرة السبئىّ ويزيد بن أبى حبيب المالكىّ ، يزيد بعضهم على بعض فى الحديث ، اثنى عشر ساحرا رؤساء وتحت يدى (٩) كلّ ساحر (١٠) منهم عشرون عريفا ، تحت يدى كلّ عريف منهم ألف من السحرة ، فكان جميع السحرة مائتى ألف وأربعين ألفا ، ومائتين واثنين وخمسين إنسانا ، بالرؤساء والعرفاء. فلما عاينوا ما عاينوا ، أيقنوا أن ذلك من السماء ، وأن السحر لا يقوم لأمر الله ، فخرّ الرؤساء الاثنى عشر عند ذلك سجّدا فاتّبعهم العرفاء ، واتّبع العرفاء من (١١) بقى ، وقالوا : (آمَنَّا بِرَبِّ الْعالَمِينَ ، رَبِّ مُوسى وَهارُونَ)(١٢).
__________________
(١ ـ ١) قارن بالسيوطى ج ١ ص ١٨.
(٢) ب «ينظر».
(٣) ب «و».
(٤) ج «تخضّر زرعها».
(٥) قارن السيوطى ج ١ ص ١٨.
(٦) ك «آمنوا».
(٧) ب «كلهم».
(٨) ب «يعلم».
(٩) ج «يد».
(١٠) ج «واحد».
(١١) ج «ما».
(١٢) سورة الأعراف ، ٢٢٢.