عمرو عبد الوهّاب بن محمّد بن إسحاق ، أنا الحسن بن محمّد بن أحمد ، أنا أبو الحسن اللنباني (١) ، نا أبو بكر بن أبي الدنيا ، حدّثني الحسين (٢) بن عبد الرّحمن ، وأبو محمّد البزاز القاسم بن هاشم عن أبي عبد الله اليماني ، عن أبيه أن الحسن كتب إلى مكحول ـ وكان نعي (٣) له ـ فكان في كتابه : واعلم رحمنا الله وإيّاك أبا عبد الله ، أنك اليوم أقرب إلى الموت يوم نعيت (٤) ولم يزل الليل والنهار سريعين في نقص الأعمار وتقريب الآجال ، هيهات هيهات ، قد صحبا (٥) نوحا ، وعادا ، وثمودا وقرونا بين ذلك كثيرا ، فأصبحوا قد قدموا على ربّهم ، ووردوا على أعمالهم ، فأصبح الليل والنهار عضين جديدين ، لم يبلهما ما مرّا به ، مستعدّين لمن بقي بمثل ما أصابا به من مضى ، وأنت نظير إخوانك وأقرانك وأشباهك ، مثلك كمثل جسد نزعت قوته ، فلم يبق إلّا حشاشة نفسه ، ينظر الداعي ، فنعوذ بالله من مقته إيانا فيما نعظ به مما نقص عنه.
كتب إليّ أبو نصر بن القشيري ، أنا أبو بكر البيهقي ، أنا أبو عبد الله الحافظ قال : سمعت أبا نصر يقول : ـ وهو محمّد بن محمّد بن سهل ـ نا أبو حامد أحمد بن محمّد بن يحيى البزاز ، نا أبو الأزهر ، نا مروان بن محمّد (٦) ، نا عبد ربّه بن صالح قال : دخل أصحابنا على مكحول في مرضه الذي مات فيه ، قال : فقال له : أحسن الله عافيتك يا أبا عبد الله ، قال : فقال مكحول : اللحاق بمن (٧) نرجو خيره خير من المقام عند من لا نأمن شرّه.
أخبرنا (٨) أبو الفضل محمّد بن إسماعيل ، وأبو المحاسن أسعد بن علي ، وأبو بكر أحمد بن يحيى ، وأبو الوقت عبد الأول بن عيسى ، قالوا : أنا أبو الحسن عبد الرّحمن بن محمّد الداودي ، أنا عبد الله بن أحمد بن حموية ، أنا عيسى بن عمر السمرقندي ، أنا عبد الله ابن عبد الرّحمن الدارمي ، أنا الحكم بن المبارك ، أنا الوليد ، عن حفص بن غيلان ، عن
__________________
(١) تحرفت بالأصل ود ، و «ز» ، وم إلى : اللبناني ، بتقديم الباء.
(٢) الأصل : الحسن ، والمثبت عن د ، و «ز» ، وم.
(٣) بدون إعجام بالأصل ود ، و «ز» ، وم ، والمثبت عن المختصر.
(٤) بدون إعجام بالأصل وم و «ز» ، وفي د : «بعثت» والمثبت عن المختصر.
(٥) الأصل : صحبنا ، والمثبت عن د ، و «ز» ، وم.
(٦) من طريقه رواه أبو نعيم الحافظ في حلية الأولياء ٥ / ١٧٧.
(٧) العبارة في الحلية : فقال : الالحاق بمن يرجى عفوه خير من البقاء مع من لا يؤمن شره.
(٨) كتب فوقها في د ، و «ز» : ملحق.