قال : فأمرنا رجلا فنادى : إنّ أميركم فلان ـ لرجل من أهل دمشق ـ قال : ودعا منصور بالرجل ، فخلع عليه ، فسكن الناس ، فلما كان الليل هرب منصور بن المهدي ، وداود بن عيسى ، قال : فقلّد الأمين سليمان بن أبي جعفر بعد منصور بن المهدي.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو الحسين بن النّقّور ، وأبو منصور بن العطّار ، قالا : أنا أبو طاهر المخلّص ، نا أبو محمّد بن عبد الرّحمن السكري ، نا زكريا المنقري نا الأصمعي قال : ثم ولّى ـ يعني : الرشيد ـ البصرة عيسى بن موسى سنة خمس وتسعين ومائة ، ثم عزله وولّى منصور بن المهدي ـ.
[قال ابن عساكر](١) : كذا قال ـ ولم يبق عيسى بن موسى إلى هذا الوقت ، ولعله أراد غيره ، والله أعلم.
أخبرنا أبو الحسن بن قبيس ، نا ـ وأبو منصور بن خيرون ، أنا ـ الخطيب (٢) ، أنا أحمد ابن محمّد بن عبد الله الكاتب ، أنا مخلد بن جعفر ، نا محمّد بن خلف وكيع ، أخبرني الحارث بن أبي أسامة ، عن ابن سعد ، عن محمّد بن عمر : أن منصور بن المهدي عسكر بكلواذى (٣) سنة إحدى ومائتين ، وسمّي (٤) المرتضى ، ودعي له على المنابر ، وسلّم عليه بالخلافة ، فأبى ذلك ، وقال له : أنا خليفة أمير المؤمنين المأمون حتى يقدم.
أخبرنا أبو غالب بن البنّا ، أنا أبو الحسين محمّد بن أحمد بن الآبنوسي ، أنا عبيد الله ابن عثمان بن يحيى ، نا إسماعيل بن علي بن إسماعيل قال : وكان منصور بن المهدي عسكر بكلواذى في سنة إحدى ومائتين ، وكان خليفة المأمون ببغداد في يده خاتم المأمون ، فسمّي المرتضى ، وسلّم عليه بالخلافة ، ودعي له على المنابر ، وامتنع من ذلك وأباه ، وقال : إنّما أنا خليفة المأمون حتى يقدم ، وذكر لنا وكيع بن خلف أنه رأى دنانير ضربت لمنصور بن المهدي في سنة إحدى ومائتين عليها سيم (٥) ، كانت زعم مردودة فلما ضعف منصور عن قبول ما دعي إليه من ذلك عدل بالأمر إلى إبراهيم بن المهدي ، فبايع الناس له بالخلافة ، وخلعوا المأمون ، وأم منصور بن المهدي أم ولد ، يقال لها بحرية.
__________________
(١) زيادة منا.
(٢) رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد ١٣ / ٨٢.
(٣) كلواذى طسوج قرب بغداد ، بينها وبين بغداد فرسخ واحد ناحية الجانب الشرقي منها (راجع معجم البلدان).
(٤) بالأصل : «وسما».
(٥) كذا رسمها بالأصل وفي «ز» ، ود ، وم : «ميم» وفي المختصر أيضا : «م».