ليعرف ، والزنيم العديد للقوم (١). قال الخطيم التميمى ، فى الجاهلية :
زنيم تداعاه الرجال زيادة |
|
كما زيد فى عرض الأديم الأكارع (٢) |
والوليد بن المغيرة ، قال : أينزل على محمد وأترك وأنا كبير قريش وسيدها ، ويترك أبو مسعود عمرو بن عمير الثقفى سيد ثقيف ونحن عظيما القريتين! فأنزل الله فيه ، فيما بلغنى : (وَقالُوا لَوْ لا نُزِّلَ هذَا الْقُرْآنُ عَلى رَجُلٍ مِنَ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ أَهُمْ يَقْسِمُونَ رَحْمَتَ رَبِّكَ نَحْنُ قَسَمْنا بَيْنَهُمْ مَعِيشَتَهُمْ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا) إلى قوله : (وَرَحْمَتُ رَبِّكَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ) [الزخرف : ٢٠ ، ٢٢].
وأبى بن خلف الجمحى وعقبة بن أبى معيط ، وكانا متصافيين حسنا ما بينهما ، فكان عقبة بن أبى معيط قد جلس إلى رسول الله صلىاللهعليهوسلم وسمع منه ، فبلغ ذلك أبيا فأتى عقبة فقال : ألم يبلغنى أنك جالست محمدا وسمعت منه؟! ثم قال : وجهى من وجهك حرام أن أكلمك ، واستغلظ من اليمين ، إن أنت جلست إليه أو سمعت منه ، أو لم تأته فتتفل فى وجهه.
ففعل ذلك عدو الله عقبة ، فأنزل الله فيه : (وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلى يَدَيْهِ يَقُولُ يا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلاً يا وَيْلَتى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلاناً خَلِيلاً لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جاءَنِي وَكانَ الشَّيْطانُ لِلْإِنْسانِ خَذُولاً) [الفرقان : ٢٧ ، ٢٩].
ومشى أبى بن خلف إلى رسول الله صلىاللهعليهوسلم بعظم بال قد ارفتّ فقال : يا محمد أنت تزعم أن الله يبعث هذا بعد ما [أرمّ] (٣)؟! ثم فته بيده ثم نفخه فى الريح نحو رسول الله صلىاللهعليهوسلم. فقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «نعم أنا أقول ذلك ، يبعثه الله وإياك بعد ما تكونان هكذا ، ثم يدخلك النار» (٤) ، فأنزل الله فيه : (وَضَرَبَ لَنا مَثَلاً وَنَسِيَ خَلْقَهُ قالَ مَنْ يُحْيِ الْعِظامَ وَهِيَ رَمِيمٌ قُلْ يُحْيِيهَا الَّذِي أَنْشَأَها أَوَّلَ مَرَّةٍ وَهُوَ بِكُلِّ خَلْقٍ عَلِيمٌ الَّذِي جَعَلَ لَكُمْ مِنَ الشَّجَرِ الْأَخْضَرِ ناراً فَإِذا أَنْتُمْ مِنْهُ تُوقِدُونَ) [يس : ٧٨ ، ٨٠].
واعترض رسول الله صلىاللهعليهوسلم [وهو يطوف بالكعبة] (٥) ، فيما بلغنى ، الأسود بن المطلب
__________________
(١) العديد للقوم : الذي يعد فى الناس وليس منهم.
(٢) الأكارع : جمع كراع بضم الكاف بمعنى الأطراف.
(٣) ما بين المعقوفتين ورد فى الأصل : «أرى» ، وما أوردناه من السيرة. وأرم : أى بليت.
(٤) ذكره ابن الجوزى فى زاد المسير (٦ / ٢٨٣) ، الطبرى فى تفسيره (٢٣ / ٢١) ، الحاكم فى المستدرك (٢ / ٤٢٩) ، الواحدى فى أسباب النزول (٣٠٨).
(٥) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل وما أوردناه من السيرة ، والمصنف ينقل منها.