برسول الله صلىاللهعليهوسلم بخيبر فأسهم لنا مع المسلمين ، ثم لم أزل مع رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، حتى فتح الله عليه مكة قلت : يا رسول الله ، ابعثنى إلى ذى الكفين ، صنم عمرو بن حممة ، حتى أحرقه.
قال ابن إسحاق (١) : فخرج إليه فجعل وهو يوقد عليه النار يقول :
يا ذا الكفين لست من عبادكا |
|
ميلادنا أقدم من ميلادكا |
إنى حشوت النار فى فؤادكا (٢) |
ثم رجع ، فكان بالمدينة حتى قبض الله رسوله ، فلما ارتدت العرب خرج مع المسلمين فسار معهم حتى فرغوا من طليحة ومن أرض نجد كلها ، ثم سار مع المسلمين إلى اليمامة ومعه ابنه عمرو بن الطفيل فرأى رؤيا وهو متوجه إلى اليمامة فقال لأصحابه : إنى قد رأيت رؤيا فاعبروها لى. رأيت أن رأسى حلق ، وأنه خرج من فمى طائر ، وأنه لقيتنى امرأة فأدخلتنى فى فرجها وأرى ابنى يطلبنى طلبا حثيثا ثم رأيته حبس عنى.
قالوا : خيرا ؛ قال : أما أنا والله فقد أولتها. قالوا : ما ذا؟ قال : أما حلق رأسى فوضعه ، وأما الطائر الذي خرج من فمى فروحى ، وأما المرأة التي أدخلتنى فى فرجها فالأرض تحفر لى وأغيب فيها ، وأما طلب ابنى إياى ثم حبسه عنى فإنى أراه سيجهد أن يصيبه ما أصابنى ، فقتل رحمهالله شهيدا باليمامة ، وجرح ابنه جراحة شديدة ثم [استبلّ] (٣) منها ثم قتل عام اليرموك فى زمان عمر شهيدا (٤).
وذكر ابن هشام (٥) أن أعشى بنى قيس بن ثعلبة (٦) خرج إلى رسول الله صلىاللهعليهوسلم يريد
__________________
(١) انظر : السيرة (١ / ٣١٤).
(٢) انظر : الأبيات فى الاستيعاب الترجمة رقم (١٢٨٣) ، الإصابة الترجمة رقم (٤٢٧٣) ، أسد الغابة الترجمة رقم (٢٦١٣).
(٣) ما بين المعقوفتين ورد فى الأصل : «استقل» ، وما أوردناه من السيرة. واستبل منها : يقال بل وأبل واستبل المريض من مرضه إذا أفاق وبرىء.
(٤) ذكره بنحوه ابن عبد البر فى الاستيعاب الترجمة رقم (١٢٨٣) ، ابن حجر فى الإصابة (٣ / ٢٨٧) بنحوه مختصرا ، ابن لأثير فى أسد الغابة (٣ / ٧٨) ، ابن كثير فى البداية والنهاية (٣ / ٩٩).
(٥) انظر : السيرة (١ / ٣١٧ ـ ٣١٩).
(٦) قال فى كتاب الشعر والشعراء (١٥٤) : هو من سعد بن ضبيعة بن قيس ، وكان أعمى ، ويكنى أبا بصير ، وكان أبوه قيس يدعى قتيل الجوع.