إسماعيل تحت يديه اثنا عشر ألف ملك تحت يدى كل ملك منهم اثنا عشر ألف ملك.
يقول رسول الله صلىاللهعليهوسلم حين حدث بهذا الحديث : (وَما يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ) [المدثر : ٣١] ، فلما دخل بى قال : «من هذا يا جبريل؟ قال : محمد. قال : أو قد بعث؟ قال : نعم ، فدعا لى بخير». وقاله (١).
قال (٢) : وحدثني بعض أهل العلم عمن حدثه عن رسول الله صلىاللهعليهوسلم أنه قال : ثم تلقتنى الملائكة حين دخلت السماء الدنيا ، فلم يلقنى ملك إلا ضاحكا مستبشرا ، يقول خيرا ويدعو به ، حتى لقينى ملك من الملائكة فقال مثل ما قالوا ودعا بمثل ما دعوا به ، إلا أنه لم يضحك ، ولم أر منه من البشر مثل ما رأيت من غيره ، فقلت لجبريل : من هذا الملك الذي قال لى مثل ما قالت الملائكة ولم يضحك ولم أر منه من البشر مثل الذي رأيت منهم. فقال جبريل : أما إنه لو كان ضحك إلى أحد قبلك أو كان ضاحكا إلى أحد بعدك لضحك إليك ، ولكنه لا يضحك ، هذا مالك صاحب النار.
قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : فقلت لجبريل ، وهو من الله بالمكان الذي وصف لكم (مُطاعٍ ثَمَّ أَمِينٍ) [التكوير : ٢١] ألا تأمره أن يرينى النار؟ فقال : بلى ، يا مالك أر محمدا النار ، فكشف عنها غطاءها ففارت وارتفعت حتى ظننت لتأخذن ما أرى.
فقلت لجبريل : مره فليردها إلى مكانها. فأمره ، فقال لها : اخبى فرجعت إلى مكانها الذي خرجت منه ، فما شبهت رجوعها إلا وقوع الظل ، حتى إذا دخلت من حيث خرجت رد عليها غطاءها (٣).
قال أبو سعيد الخدرى فى حديثه (٤) عن رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، قال : لما دخلت السماء الدنيا رأيت بها رجلا جالسا تعرض عليه أرواح بنى آدم ، فيقول لبعضها إذا عرضت عليه خيرا ويسر به ، ويقول : روح طيبة خرجت من جسد طيب ، ويقول لبعضها إذا عرضت عليه أف ، ويعبس بوجهه ، روح خبيثة خرجت من جسد خبيث.
قال : قلت : من هذا يا جبريل؟ قال : هذا أبوك آدم تعرض عليه أرواح ذريته ، فإذا
__________________
(١) انظر الحديث فى : دلائل النبوة للبيهقى (٢ / ٣٩٠) ، تفسير ابن كثير (٥ / ٢٠ ، ٢٢) ، البداية والنهاية (٣ / ١١٠ ، ١١١) ، الكامل فى الضعفاء لابن عدى (٥ / ٧٩).
(٢) انظر : السيرة (٢ / ١٤).
(٣) لم أقف على تخريجه ، بهذا اللفظ فيما بين يديه من مصادر.
(٤) تقدم تخريجه.