حوله من أصحابه : «لقد صمت ليقوم إليه بعضكم فيضرب عنقه». فقال رجل من الأنصار : فهلا أومأت إلى يا رسول الله؟ فقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «إن النبيّ لا يقتل بالإشارة» (١). وفى رواية : «إن النبيّ لا ينبغى أن تكون له خائنة أعين».
ومنهم : عبد الله بن خطل ـ رجل من بنى تيم بن غالب ـ كان مسلما فبعثه رسول الله صلىاللهعليهوسلم مصدقا وكان معه رجل مسلم يخدمه فأمره أن يصنع له طعاما ونام ، فاستيقظ ولم يصنع له شيئا فعدا عليه فقتله ثم ارتد مشركا ، وكانت له قينتان تغنيان بهجاء رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، فأمر بقتلهما معه ، فقتلت إحداهما وهربت الأخرى حتى استؤمن لها رسول الله صلىاللهعليهوسلم فأمنها.
وقيل ـ يومئذ ـ لرسول الله صلىاللهعليهوسلم : إن ابن خطل متعلق بأستار الكعبة ؛ فقال : «اقتلوه». فقتله سعيد بن حريث المخزومى وأبو برزة الأسلمى اشتركا فى دمه.
ومنهم : الحويرث بن نقيذ بن وهب بن عبد بن قصى وكان ممن يؤذى رسول الله صلىاللهعليهوسلم بمكة ، ولما حمل العباس بن عبد المطلب فاطمة وأم كلثوم بنتى رسول الله صلىاللهعليهوسلم من مكة يريد بهما المدينة نخس بهما الحويرث هذا فرمى بهما إلى الأرض ، فقتله يوم الفتح على بن أبى طالب.
ومنهم : مقيس بن صبابة الليثى ، وكان أخوه هشام بن صبابة قد قتله رجل من الأنصار خطأ فقدم مقيس بعد ذلك على رسول الله صلىاللهعليهوسلم المدينة مظهرا الإسلام حتى إذا وجد غرة من قاتل أخيه عدا عليه فقتله ثم لحق بقريش مشركا. وقد تقدم ذكر ذلك فلأجله أمر رسول الله صلىاللهعليهوسلم بقتله ، فقتله نميلة بن عبد الله ـ رجل من قومه ـ فقالت أخت مقيس فى ذلك :
لعمرى لقد أخزى نميلة رهطه |
|
وفجع أضياف الشتاء بمقيس |
فلله عينا من رأى مثل مقيس |
|
إذا النفساء أصبحت لم تخرس |
ومنهم سارة مولاة لبنى عبد المطلب ولعكرمة بن أبى جهل ، وكانت تؤذى رسول الله صلىاللهعليهوسلم بمكة فاستؤمن لها فأمنها وبقيت حتى أوطأها رجل من الناس فرسا فى زمان عمر بن الخطاب بالأبطح فقتلها.
وكان صفوان بن أمية وعكرمة بن أبى جهل وسهيل بن عمرو قد جمعوا أناسا بالخندمة ليقاتلوا ، فيهم حماس بن قيس بن خالد أخو بنى بكر ، وكان قد أعر سلاحا
__________________
(١) انظر الحديث فى : سنن أبو داود (٣ / ٢٦٨٣). سنن النسائى (٧ / ٤٠٧٨).