والله لقد أعتق أمهات لك ثلاثا (١). وقالت عميرة بنت دريد ترثى أباها :
قالوا قتلنا دريدا قلت قد صدقوا |
|
فظل دمعى على السربال ينحدر |
لو لا الذي قهر الأقوام كلهم |
|
رأت سليم وكعب كيف يأتمر (٢) |
وبعث رسول الله صلىاللهعليهوسلم فى آثار من توجه قبل أوطاس أبا عامر الأشعرى (٣) فأدرك بعض المنهزمة فناوشوه القتال ، فرمى بسهم فقتل ، فأخذ الراية أبو موسى الأشعرى (٤) ففتح الله عليه وهزمهم الله ، ويزعمون أن سلمة بن دريد هو الذي رمى أبا عامر.
وذكر ابن هشام (٥) عمن يثق به أن أبا عامر الأشعرى لقى يوم أوطاس عشرة أخوة من المشركين ، فحمل عليه أحدهم فحمل عليه أبو عامر وهو يدعوه إلى الإسلام ويقول : اللهم اشهد عليه ، فقتله أبو عامر ، ثم حمل عليه آخر ، فحمل عليه أبو عامر ، وهو يدعوه إلى الإسلام ويقول : اللهم اشهد عليه ، فقتله أبو عامر ، ثم جعلوا يحملون عليه رجلا بعد رجل ، ويحمل أبو عامر ويقول ذلك ، حتى قتل تسعة وبقى العاشر ، فحمل على أبى عامر وحمل عليه أبو عامر ، وهو يدعوه إلى الإسلام ويقول : اللهم اشهد عليه. فقال الرجل : اللهم لا تشهد على ، فكف عنه أبو عامر فأفلت ثم أسلم بعد فحسن إسلامه ، فكان رسول الله صلىاللهعليهوسلم إذا رآه قال : «هذا شريد أبى عامر» (٦) ورمى أبا عامر يومئذ ـ فيما ذكر ابن هشام ـ خوان من بنى جشم بن معاوية فأصاب أحدهما قلبه والأخر ركبته فقاتلاه ، وولى الناس أبو موسى الأشعرى فحمل عليهما فقتلهما.
وذكر ابن إسحاق (٧) أن القتل استحر فى بنى نصر بن رئاب ، فزعموا أن عبد الله
__________________
(١) انظر الحديث فى : دلائل النبوة للبيهقى (٥ / ١٤٥) ، تاريخ الطبرى (٢ / ١٧٠) ، الأصفهانى كتاب الأغانى (٩ / ١٥ ، ١٦).
(٢) ذكر فى السيرة بعد هذان البيتان بيت آخر هو :
إذن لصحبهم غبا وظاهرة |
|
حيث استقرت نواهم جحفل دفر |
انظر : السيرة (٤ / ٨٧).
(٣) انظر ترجمته فى : الاستيعاب الترجمة رقم (٣٠٩٢) ، الإصابة الترجمة رقم (١٠١٨٥) ، أسد الغابة الترجمة (٦٠٤٣).
(٤) انظر ترجمته فى : الاستيعاب الترجمة رقم (٣٢٢٦) ، الإصابة الترجمة رقم (١٠٥٨٨) ، أسد الغابة الترجمة رقم (٦٢٩٤).
(٥) انظر : السيرة (٤ / ٨٩ ـ ٩٠).
(٦) انظر الحديث فى : فتح البارى لابن حجر (٧ / ٦٣٩) ، البداية والنهاية لابن كثير (٤ / ٣٣٨).
(٧) انظر : السيرة (٤ / ٨٧ ـ ٨٨).