ومنها إجابة الدعاء عند نزوله ، قال الشافعي (١٣) رضي الله عنه : «حفظت عن غير واحد إجابة الدعاء عند نزول الغيث» (١٤).
ومنها أن يقال عند نزول الغيث : «مطرنا بفضل الله ورحمته ويكثر حمد الله عز وجل» ولا يقال : «مطرنا بنوء كذا» (١٥). فذلك مكروه لقوله صلىاللهعليهوسلم : «ثلاث من الجاهلية : الطعن بالأنساب ، والنياحة ، والأنواء» (١٦).
__________________
(١٣) الشافعي (١٥٠ ـ ٢٠٤ ه) : هو الإمام محمد بن إدريس بن العباس بن عثمان بن شافع الهاشمي القرشي المطلبي ، أبو عبد الله : أحمد الأئمة الأربعة عند أهل السنة ، وإليه نسبة الشافعية كافة. وكان من أشعر الناس وآدبهم وأعرفهم بالفقه والقراءات وأيام العرب والحديث ، وكان من أحذق قريش بالرمي ، وله مصنفات كثيرة في جميع ما ذكر. (الأعلام ٦ / ٢٦).
(١٤) يراجع الأم للشافعي ١ / ٢٢٣ ، وقد ذكر فيه قوله صلىاللهعليهوسلم : «اطلبوا إجابة الدعاء عند التقاء الجيوش وإقامة الصلاة ، ونزول المطر» الحديث ، وقد أورده الألباني برقم ١٤٦٩ في المجلد الثالث من سلسلة الأحاديث الصحيحة وحسّنه.
(١٥) الترمذي / جنائز ٢٣ ومسند أحمد ٢ / ٥٢٦ ، وفي الباب أيضا قوله صلىاللهعليهوسلم : عن زيد بن خالد رضي الله عنه قال : صلى بنا رسول الله صلىاللهعليهوسلم صلاة الصبح بالحديبية في إثر سماء كانت من الليل ، فلما انصرف أقبل على الناس ، فقال : «هل تدرون ماذا قال ربكم؟» قالوا : الله ورسوله أعلم. قال : «أصبح من عبادي مؤمن بي وكافر ، فأما من قال : مطرنا بفضل الله ورحمته ، فذلك مؤمن بي ، وكافر بالكوكب ، وأما من قال : مطرنا بنوء كذا وكذا ، فذلك كافر بي ومؤمن بالكوكب».
والسماء : هنا المطر. والحديث متفق عليه رواه البخاري في الاستسقاء والمغازي والأذان ، ومسلم في كتاب الإيمان. وهو الحديث ذو الرقم ١٧٣١ من رياض الصالحين للإمام النووي تحقيق أحمد راتب حموش.
(١٦) حديث شريف رواه الترمذي في الجنائز ٢٣ وأحمد ٢ / ٢٥٦.
والأنواء : جمع نوء ، وهو سقوط نجم من المنازل في المغرب مع الفجر ، وطلوع رقيبه من المشرق يقابله من ساعته في كل ثلاثة عشر يوما ، ما خلا الجبهة فإن لها أربعة عشر يوما ، وكانت العرب تضيف الأمطار والرياح والبرد إلى الساقط منها ، وقيل إلى الطالع منها ، لأنه في سلطانه.