أبي طالب (٨١) : يا بن أخي إني أرى في وجه رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم ما كنت أراه في وجوه / بني عبد المطلب عند الموت ، فلو سألناه إن كان هذا الأمر فينا عرفناه وعرف الناس ذلك ، وإن كان في غيرنا وصّى بنا فقال علي كرم الله تعالى وجهه : ومن ينازعنا يا عم في هذا الأمر؟ واعتقد عليّ قول رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم عند رواحه من حجة الوداع التي مات بعدها بشهرين وأيام ، وذلك أنه قال : «من كنت مولاه فعلي مولاه» (٨٢) أنه لا ينازعه أحد مع قرابته وفضله وسابقته ، وكان على هذا الرأي الزبير بن العوام (٨٣)
__________________
(٨١) علي بن أبي طالب بن عبد المطلب الهاشمي القرشي ، أبو الحسن (٢٣ ق ه ـ ٤٠ ه) ـ (٦٠٠ ـ ٦٦١ م) : أمير المؤمنين رابع الخلفاء الراشدين ، وأحد العشرة المبشرين بالجنة ، وابن عم النبي وصهره ، وأحد الشجعان الأبطال ، ومن أكابر الخطباء والعلماء بالقضاء ، وأول الناس إسلاما بعد خديجة ، ولد بمكة ، وربي في حجر النبي صلىاللهعليهوسلم ولم يفارقه. وكان اللواء بيده في أكثر المشاهد ، ولما آخى النبي صلىاللهعليهوسلم بين أصحابه قال له : «أنت أخي». وولي الخلافة بعد مقتل عثمان بن عفان سنة ٣٥ ه ، فقام بعض أكابر الصحابة يطلبون القبض على قتلة عثمان وقتلهم ، وتوقّى علي الفتنة ، فتريّث ، فغضبت عائشة ، وكانت وقعة الجمل سنة ٣٦ ه. وعزل عليّ معاوية من ولاية الشام يوم ولي الخلافة فعصاه معاوية ، وكانت موقعة صفين سنة ٣٧ ه ، وافترق المسلمون ثلاثة أقسام : الأول بايع لمعاوية وهم أهل الشام ، والثاني حافظ على بيعته لعلي وهم أهل الكوفة ، والثالث اعتزلهما ونقم على علي رضاه بالتحكيم ، وكفّروا عليا فحاربهم في وقعة النهروان سنة ٣٨ ه فقتلوا كلهم. وأقام علي بالكوفة دار خلافته إلى أن قتله عبد الرحمن بن ملجم المرادي غيلة في مؤامرة ١٧ رمضان المشهورة سنة ٤٠ ه ، وروى عن النبي صلىاللهعليهوسلم ٥٨٦ حديثا ، وكان نقش خاتمه (الله الملك). (الأعلام ٤ / ٢٩٥).
(٨٢) رواه (الترمذي في المناقب ١٩) و (ابن ماجة في المقدمة ١١) و (أحمد بن حنبل في مسنده ١ / ٨٤ ، ١١٨ ، ١١٩ ، ١٢٢ ، ٣٣١ ، و٤ / ٢٨١ ، ٣٦٨ ، ٣٧٠ ، ٣٧٢ و٥ / ٣٤٧ ، ٣٦٦ ، ٤١٩).
(٨٣) الزبير بن العوام (٢٨ ق ه ـ ٣٦ ه) ـ (٥٩٤ ـ ٦٥٦ م) : الزبير بن العوام بن خويلد الأسدي القرشي أبو عبد الله ، الصحابي الشجاع ، أحد العشرة المبشرين بالجنة ، وأول من سل سيفه في الإسلام ، وهو ابن عمة النبي صلىاللهعليهوسلم ، أسلم وله ١٢ سنة ، وشهد بدرا وأحدا وغيرهما.
وكان على بعض الكراديس في اليرموك ، وشهد الجابية مع عمر بن الخطاب. وكان في صدره أمثال العيون من الطعن والرمي ، وجعله عمر فيمن يصلح للخلافة بعده ، وكان موسرا ، كثير