سعد الأنصاري (٩٥) والد النعمان بن بشير (٩٦) فقال : يا معشر الأنصار ، ألستم أكثر الناس فضيلة في جهاد المشركين وسابقة في الدين ، لم تريدوا من الدنيا عرضا ولا من الناس عوضا؟ فقالوا : اللهم نعم ، قال : كيف تنافسون في الدنيا وقد رفضتموها للدين ، واشتريتم الجنة بنفوسكم من ربّ العالمين؟
ثم قام عاصم بن عدي بن عجلان البلوي (٩٧) حليف الأنصار / فقال : يا معشر الأنصار ، أليس الله تعالى يقول : (إِنَّ اللهَ اشْتَرى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ) [التوبة ٩ / ١١١] ، ثم قال : (وَيُؤْثِرُونَ عَلى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كانَ بِهِمْ خَصاصَةٌ) [الحشر ٥٩ / ٩] ، قالوا : بلى ، قال : فكيف تنافسون في
__________________
(٩٥) في الأصل : بشر بن سعد الأنصاري ، وهو تحريف ، والصواب : بشير بن سعد بن ثعلبة بن الجلاس الخزرجي الأنصاري (... ـ ١٢ ه) ـ (... ـ ٦٣٣ م) : صحابي شهد بدرا واستعمله النبي صلىاللهعليهوسلم على المدينة في عمرة القضاء ، وكان يكتب بالعربية في الجاهلية ، وهو أول من بايع أبا بكر الصديق من الأنصار ، قتل يوم (عين التمر) وكان مع خالد بن الوليد منصرفه من اليمامة (الأعلام ٢ / ٥٦).
(٩٦) النعمان بن بشير بن سعد بن ثعلبة الخزرجي الأنصاري أبو عبد الله (٢ ـ ٦٥ ه) ـ (٦٢٣ ـ ٦٨٤ م) : أمير ، خطيب ، شاعر من أجلاء الصحابة من أهل المدينة ، له ١٢٤ حديثا ، وجهته نائلة (زوجة عثمان) بقميص عثمان إلى معاوية ، فنزل الشام وشهد صفين مع معاوية ، وولاه القضاء بدمشق ، ثم ولاه اليمن ، ثم استعمله على الكوفة تسعة أشهر ، وعزله وولاه حمص ، واستمر فيها إلى أن مات يزيد بن معاوية ، فبايع النعمان لابن الزبير ، وتمرد أهل حمص فخرج هاربا ، فاتبعه خالد بن خليّ الكلاعي فقتله ، وهو أول مولود ولد في الأنصار بعد الهجرة ، وكان من أخطب الناس ، وهو الذي تنسب إليه (معرة النعمان) بلد أبي العلاء المعري ، ومرّ بها النعمان فمات له ولد ، فدفنه فيها ، فنسبت إليه ، وكانت له ذرية في المدينة وبغداد (الأعلام ٨ / ٣٦).
(٩٧) عاصم بن عدي بن عجلان البلوي (... ـ ٤٥ ه) ـ (... ـ ٦٦٥ م) : هو عاصم بن عدي بن الجد البلوي العجلاني ، حليف الأنصار ، صحابي ، كان سيد بني عجلان ، استخلفه رسول الله صلىاللهعليهوسلم على العالية من المدينة ، وعاش عمرا طويلا ، قيل ١٢٠ عاما (الأعلام ٣ / ٢٤٨).