أعلموه (٤٢) بأفعالهم ومقاصدهم وفساد عقائدهم ، فغضب الشيخ مما نقل إليه من أقوالهم ، وتقدم إليهم لاختيار حالهم ، وأحضر جماعة منهم ، وسألهم عن بعض ما ذكر عنهم ، فلم يقبلوا له خطابا (٤٣) ولم يشفوه بجواب ، فلما لاح له فسادهم ، وفهم عنادهم استغاث عليهم / بطوائف المسلمين ، وأخرجهم من الحصن والمعشار (٤٤) أجمعين. وقبض فوجد فيه جملة من الكتب المدخرات والمصنفات في أصول عقائدهم ، وقواعد مذهبهم ، فيها مقالات فاحشات. يأباها الطبع. وينكرها الشرع.
فمن كتبهم كتب الافتخار ، وكتاب المسألة والجواب ، وكتاب المؤيد وكتاب رسائل إخوان الصفا ، وكتاب المماثلة والمحاضرة ، وكتاب تأويل الشريعة ، وكتاب تأويل القرآن العظيم ، وكتاب الاسترشاد ، وكتاب تأويل النحو ، وكتاب الازدواج ، وكتاب الاصطلاح ، وكتاب شجرة الدين ، وكتاب المحصور ، وكتاب المقاليد وكتاب البرهان ، وكتاب الرسالة الدرية ، والرسالة الملقبة بالنظم ، والرسالة الملقبة بالروض ، وكتاب سلم الهداية وكتاب الكشف (٤٥) ، وغير ذلك مما يطول ذكره من كتب مصنفات ومسائل وجوابات ، كل إشاراتهم فيها إلى فساد عقيدة الإسلام ، وتشويش أسبابه ، وزلزلة قواعده ، وفيها ألقاب منكرة ، وأعداد متوافقة ، وأمثال متآلفة ذوات بواطن خفية .. ستروها عن الناس بأسماء مخالفة ، خدعة منهم لمن سمعها ، وتوهيما منهم عليه ، ليزدادوا تشوقا وتطلعا إلى معرفة رموزاتهم ، ومعرفة بواطن ألفاظهم ، لأن كل ممنوع مجتهد في البحث عنه ، والاطلاع عليه. كما قال الشاعر : [البسيط]
__________________
(٤٢) في الأصل : أعلموهم.
(٤٣) في الأصل : خطاب.
(٤٤) المعشار : المعشار بلغة اليمن الكورة (البلدان اليمانية ١٢٧).
(٤٥) لم يذكر المؤلف أسماء مؤلفي هذه الكتب لأنها كتب سرية خاصة ، لم يصرح من ألفوها في الأصل بأسمائهم ، كيلا يكشف أمرهم ، ويفضح ماهم عليه من ضلال وتضليل.