النَّعْمَةِ وَمَهِّلْهُمْ قَلِيلاً) (١) قال : نعم ، التيمي والعدوي والأموي الذين لم يصدّقوا رسول الله واتّهموه. فقال : إنّ لدنيا أنكالا وجحيما وطعاما ذا غصّة وعذابا أليما. قال : أخبرني عن قومك؟ قال : نعم قومي الخيّرون الفاضلون غدا في عرض ربّي يكسون إذا كسيت ويحيون اذا حييت. قال : فكيف يقومون؟ قال : بيض الوجوه خضر الثياب بين أيديهم النور حتّى ينتهوا إلى باب الجنّة. قال : فأخبرني عن المنكرين لحقّك؟ قال : يقومون حفاة عراة منكسين الرءوس ، بين أيديهم السرادق من الظلم حتّى ينتهوا إلى باب جهنّم. وإنّ الله تعالى آلى على نفسه في ليلة القدر أن يقضي لنا حوائج الدنيا والآخرة.
وليلة القدر ليلة عظيمة شريفة شرّفها الله تعالى في محكم كتابه المنزل على لسان نبيّه الصادق فقال (شَهْرُ رَمَضانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدىً لِلنَّاسِ وَبَيِّناتٍ مِنَ الْهُدى وَالْفُرْقانِ) (٢) فمن اهتدى إلينا وشايعنا كانوا هم السعداء ومن لم يهتد إلينا كانوا هم الأشقياء الذين لا خلاق لهم في الآخرة ولا يكلّمهم الله ولا ينظر إليهم يوم القيامة ولا يزكّيهم ولهم عذاب أليم. قال : بما ذا يكلّم العباد؟ قال : يسألون عن ولايتنا فمن تولّانا دخل الجنّة ومن لم يتولّنا فأولئك الذين حبطت أعمالهم في الدنيا والآخرة وما لهم من ناصرين.
قال : أخبرني عن سراج أهل الجنّة؟ قال : سراج أهل الجنّة نورنا ، بنا يبصرون وبنا يعرفون وبنا يجوزون على الصراط وبنا يدخلون الجنّة. قال : فما يصنع بمذنبيهم؟ قال عليهالسلام : لو أنّ لأحد من شيعتي من الذنوب مثل الجبال الرواسي وزبد البحر وعدد الحصى والرمل ليغفر له تلك الذنوب كلّها ، ولو أنّ لأهل البدع والأهواء من الحسنات بقدر ورق الأشجار وقطر الأمطار ولم يتولّنا لم تنفعه حسناته شيئا. قال : فأخبرني عن فاطمة بنت محمّد؟ قال عليهالسلام : حورية في صورة إنسية خلقت من النور. قال : فالحسن والحسين؟ قال عليهالسلام : نوران مضيئان وسراجان ظاهران ، لا يطفأ نورهما ولا ينقض علمهما ولا تفنى خزائنهما. قال : من العلم أم من النور؟ قال : من النور ومن العلم.
قال : أخبرني عن قوله تعالى (فَفَتَحْنا أَبْوابَ السَّماءِ بِماءٍ مُنْهَمِرٍ وَفَجَّرْنَا الْأَرْضَ عُيُوناً) (٣) قال عليهالسلام : نعم نزوله من السماء على الخلق ، عنى بذلك المهدي عليهالسلام. قال : أخبرني عن قول
__________________
(١) المزمل : ١١.
(٢) البقرة : ١٨٥.
(٣) القمر : ١١.