يحفظ الله الأرض أن تميد بأهلها (١).
وفيه عن أخطب الخطباء ، خطيب خوارزم موفق بن أحمد المكي من أعيان علماء العامة عن النبي صلىاللهعليهوآله : لمّا اسري بي إلى السماء أوحى إلي ربّي جل جلاله فقال : يا محمّد إنّي اطلعت إلى الأرض اطلاعة فاخترتك منها وجعلتك نبيّا وشققت لك اسما من اسمي ، فأنا المحمود وأنت محمد ، ثم اطلعت الثانية فاخترت منها عليا وجعلته وصيك وخليفتك وزوج ابنتك وأبا ذريتك وشققت له اسما من أسمائي ، فأنا العلي الأعلى وهو علي ، وخلقت فاطمة والحسن والحسين من نوركما ، ثمّ عرضت ولايتهم على الملائكة فمن قبلها كان عندي من المقرّبين.
يا محمد لو أنّ عبدا عبدني حتّى ينقطع ويصير كالشن البالي ، ثمّ أتاني جاحدا لولايتهم ما أسكنته جنّتي ولا أظللته تحت عرشي. يا محمد تحبّ أن تراهم؟ قلت : نعم يا ربّ. فقال عزوجل : ارفع رأسك ، فرفعت رأسي فإذا أنا بأنوار علي وفاطمة والحسن والحسين وعلي ابن الحسين ومحمد بن علي وجعفر بن محمد وموسى بن جعفر وعلي بن موسى ومحمد ابن علي وعلي بن محمد والحسن بن علي ، وم ح م د بن الحسن القائم في وسطهم كأنّه كوكب دري. فقلت : ومن هؤلاء؟ قال : هؤلاء الأئمّة وهذا القائم في وسطهم كأنه كوكب دري ، الذي يحلّ حلالي ويحرّم حرامي وبه أنتقم من أعدائي (٢).
أقول : وهكذا عن طرق الخاصة بزيادة : وهو راحة الأولياء وهو الذي يشفي قلوب شيعتك من الظالمين والجاحدين والكافرين ، فيخرج اللات والعزى طريين فيحرقهما ، فلفتنة الناس بهما يومئذ أشدّ من فتنة العجل والسامري (٣).
وفيه عن الحمويني عن أصبغ عن عبد الله بن عبّاس قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : إنّ خلفائي وأوصيائي وحجج الله على الخلق بعدي الاثنا عشر أوّلهم أخي وآخرهم ولدي. قيل : يا رسول الله من أخوك؟ قال : علي بن أبي طالب. قيل : فمن ولدك؟ قال : المهدي الذي يملأها قسطا وعدلا كما ملئت جورا وظلما ، والذي بعثني بالحق بشيرا ونذيرا لو لم يبق من الدنيا إلّا يوم واحد لطوّل الله ذلك اليوم حتّى يخرج فيه ولدي المهدي ، فينزل روح الله
__________________
(١) كمال الدين : ٢٦٠ وكفاية الأثر : ١٩.
(٢) ينابيع المودة : ٣ / ٢٤٩ ح ٤٤.
(٣) المختصر للحلي : ٩١ ، والبحار : ٥٢ / ٣٧٩ ح ١٨٥.