كتاب كنز الأسرار وذخائر الأبرار ، وهو خامس كتاب كان في الدنيا في علم الحروف ، وعلّمه جبرائيل علم الرمل ، وبه أظهر الله نبوّته وقد بني اثنين وسبعين مدينة ، وتعلّم منه علم الحروف الهرامسة وهم أربعون رجلا ، وكان أمهرهم اسقلينوس الذي هو أبو الحكماء والأطبّاء ، وهو أوّل من أظهر الطب ، وهو خادم نبي الله إدريس عليهالسلام وتلميذه ، ثمّ ابنه متوشلخ ثمّ ابنه لامك ثمّ ابنه نوح عليهالسلام ، وهو نبي مرسل وله سفر جليل القدر ، وهو سادس كتاب كان في الدنيا في علم الحروف ، ثمّ ابنه سام ثمّ ابنه أرفخشد ثمّ ابنه شالخ ثمّ ابنه عابر ، وهو نبي الله هود عليهالسلام ثمّ ابنه فالغ ثمّ ابنه يقطر وهو قاسم الأرض بين الناس ، ثمّ ابنه صالح نبي الله ورث علم الحروف ، ثمّ ارغوا بن فالغ المذكور ورث علم الحروف ، ثمّ ابنه اسردع ثمّ ابنه ناحود ثمّ ابنه تارخ ثمّ ابنه إبراهيم عليهالسلام ، وهو نبي مرسل أنزل الله عليه عشرين صحيفة ، وهو أوّل من تكلّم في علم الوفق (١).
وقيل : إنّه وفق القاف في أساس الكعبة المكرمة ، وله سفر عظيم القدر ، وهو سابع كتاب كان في علم الحروف ، ثمّ ابناه إسماعيل وإسحاق ثمّ ابنه يعقوب ثمّ ابنه يوسف ثمّ موسى عليهالسلام ، وهو نبي مرسل أنزل الله عليه التوراة وعلّمه علم الكيمياء ، وكان أعلم الناس في عصره بأسرار الأوفاق وبالوفق المسدس ، استخرج تابوت يوسف من النيل ، ثمّ وصيّه يوشع ابن نون ثمّ إلياس عليهالسلام ثمّ حزقيل ، وقيل زردشت الآذربيجاني أخذ علم أسرار الحروف عن أصحاب موسى ، ثمّ أخذ عن زردشت جاماسب الحكيم وهو أكبر أصحابه ، ثمّ داود عليهالسلام ثمّ ابنه سليمان عليهالسلام ثمّ آصف بن برخيا وهو وزير سليمان ثمّ أشعيا عليهمالسلام ثمّ أرميا ، ثمّ عيسى عليهالسلام ورث علم الحروف ، ثمّ محمّد صلىاللهعليهوآله ورث علم الحروف.
وقال الإمام الحسين بن علي عليهماالسلام : العلم الذي دعي إليه المصطفى صلىاللهعليهوآله علم الحروف ، وعلم الحروف في لام الألف وعلم لام ألف في الألف وعلم الألف في النقطة وعلم النقطة في المعرفة الأصلية وعلم المعرفة الأصلية في علم الأزل وعلم الأزل في المشيئة ـ أي المعلوم ـ وعلم المشيئة في غيب الهوية ، وهو الذي دعا الله إليه نبيّه بقوله : (فَاعْلَمْ أَنَّهُ لا إِلهَ إِلَّا اللهُ) (٢) ، والهاء في (أنّه) راجع إلى غيب الهوية ، ثمّ إنّ الإمام عليا عليهالسلام ورث علم أسرار الحروف من سيّدنا ومولانا محمّد صلىاللهعليهوآله وإليه الإشارة بقوله صلىاللهعليهوآله : أنا مدينة العلم وعلي بابها.
__________________
(١) من علم الحروف.
(٢) محمد : ١٩.