الخامس عشر : ممّن رآه في غيبته الصغرى : في البحار عن أبي ذر أحمد بن أبي سورة وهو محمد بن الحسن بن عبد الله التميمي وكان زيديا قال : سمعت هذه الحكاية من جماعة يروونها عن أبي رحمهالله أنّه خرج إلى الحير قال : فلمّا صرت إلى الحير إذا شاب حسن الوجه يصلّي ، ثمّ إنّه ودّع وودّعت وخرجنا فجئنا إلى الشرعة فقال لي : يا أبا سورة ، أين تريد؟ فقلت : الكوفة. فقال لي : مع من؟ قلت : مع الناس. قال لي : لا تريد نحن جميعا نمضي. قلت : ومن معنا؟ فقال : ليس نريد معنا أحدا.
قال : فمشينا ليلتنا فإذا نحن على مقابر مسجد السهلة فقال لي : هو ذا منزلك فإن شئت فامض ، فسألني الرجل عن حالي فأخبرته بضيقتي وبعيلتي ، فلم يزل يماشيني حتى انتهيت إلى النواويس في السحر فجلسنا ، ثمّ حفر بيده فإذا الماء قد خرج فتوضّأ ثمّ صلّى ثلاث عشرة ركعة ثمّ قال : امض إلى أبي الحسن علي بن يحيى فأقرئه السلام وقل له : يقول لك الرجل ادفع إلى أبي سورة من السبعمائة دينار التي مدفونة في موضع كذا وكذا مائة دينار ، وإنّي مضيت من ساعتي إلى منزله فدققت الباب فقيل : من هذا؟ فقلت قولي لأبي الحسن : هذا أبو سورة ، فسمعته يقول : ما لي ولأبي سورة ثمّ خرج إلي فسلّمت عليه ، وقصصت عليه الخبر فدخل وأخرج إليّ مائة دينار فقبضتها فقال : صافحته؟ فقلت : نعم فأخذ يدي فوضعها على عينيه ومسح بها وجهه (١).
__________________
(١) غيبة الشيخ : ٢٧٠ والبحار : ٥٢ / ١٥ ح ١٢.