مشهورة عند أهل البحرين ، وقبر محمّد بن عيسى عندهم معروف يزوره الناس (١).
المعجزة الحادية عشرة : في البحار : عن أبي الحسن بن أبي البغل الكاتب قال : تقلّدت عملا من أبي منصور بن صالحان ، وجرى بيني وبينه ما أوجب استتاري فطلبني وأخافني فمكثت مستترا خائفا ، ثمّ قصدت مقابر قريش ليلة الجمعة واعتمدت المبيت هناك للدعاء والمسألة وكانت ليلة ريح ومطر فسألت أبا جعفر القيم أن يغلق الأبواب ، وأن يجتهد في خلوة الموضع لأخلو بما اريده من الدعاء والمسألة ، وآمن من دخول إنسان لم آمنه وخفت من لقائي له ، ففعل وقفل الأبواب وانتصف الليل وورد من الريح والمطر ما قطع الناس عن الموضع ، ومكثت أدعو وأزور واصلّي.
فبينا أنا كذلك إذ سمعت وطئا عند مولانا موسى عليهالسلام وإذا برجل يزور فسلّم على آدم واولي العزم ثمّ الأئمّة عليهمالسلام واحدا بعد واحد إلى أن انتهى إلى صاحب الزمان عجل الله فرجه فلم يذكره ، فعجبت من ذلك وقلت : لعلّه نسي أو لم يعرف أو هذا مذهب لهذا الرجل ، فلمّا فرغ من زيارته صلّى ركعتين وأقبل إلى عند مولانا أبي جعفر عليهالسلام فزار مثل تلك الزيارة وذلك السلام وصلّى ركعتين وأنا خائف منه إذ لم أعرفه ، ورأيته شابّا تامّا من الرجال ، عليه ثياب بيض وعمامة محنك وذؤابة ، ورداء على كتفه مسبل فقال : يا أبا الحسن بن أبي البغل أين أنت عن دعاء الفرج؟ فقلت : وما هو يا سيّدي؟
فقال : تصلّي ركعتين وتقول : يا من أظهر الجميل وستر القبيح يا من لم يؤاخذ بالجريرة ولم يهتك الستر يا كريم الصفح يا عظيم المنّ يا حسن التجاوز يا واسع المغفرة يا باسط اليدين بالرحمة يا منتهى كلّ نجوى ويا غاية كلّ شكوى يا عون كل مستعين يا مبتدئا بالنعم قبل استحقاقها يا ربّاه ، عشر مرّات ، يا سيّداه ، عشر مرّات ، يا مولاه ، عشر مرّات ، يا غايتاه ، عشر مرّات ، يا منتهى غاية رغبتاه ، عشر مرّات ، أسألك بحقّ هذه الأسماء وبحقّ محمّد وآله الطاهرين إلّا ما كشفت كربي ونفّست همّي وفرّجت غمّي وأصلحت حالي ، وتدعو بعد ذلك ما شئت وتسأل حاجتك ثمّ تضع خدّك الأيمن على الأرض وتقول مائة مرّة في سجودك : يا محمّد يا علي يا علي يا محمّد اكفياني فإنّكما كافياي وانصراني فانّكما ناصراي ، وتضع خدّك الأيسر على الأرض وتقول مائة مرّة : أدركني ، وتكرّرها كثيرا وتقول :
__________________
(١) بطوله في بحار الأنوار : ٥٢ / ١٨٠ ـ ١٨١.