يتصرّف في مال غيره بغير إذنه ، فكيف يحلّ ذلك في مالنا ، من فعل ذلك بغير أمرنا فقد استحلّ منّا ما حرّم عليه ، ومن أكل من أموالنا شيئا فإنّما يأكل في بطنه نارا وسيصلى سعيرا. وأمّا ما سألت عنه من أمر الرجل الذي يجعل لناحيتنا ضيعة ، ويسلّمها من قيّم يقوم بها ويعمرها ويؤدّي من دخلها خراجها ومئونتها ، ويجعل ما يبقى من الدخل لناحيتنا ، فإنّ ذلك جائز لمن جعل صاحب الضيعة قيما عليها ، إنّما لا يجوز ذلك لغيره. وأمّا ما سألت عنه من الثمار من أموالنا ، يمرّ به المارّ فيتناول منه ويأكل ، هل يحلّ له ذلك؟ فإنّه يحلّ له أكله ويحرم عليه حمله (١).
الحادية عشرة : من التوقيعات فيه : عن أبي الحسن الأسدي أيضا قال : ورد علي توقيع من الشيخ أبي جعفر محمد بن عثمان العمري قدسسره ابتداء لم يتقدّمه سؤال عنه ، نسخته : بسم الله الرّحمن الرّحيم لعنة الله والملائكة والناس أجمعين على من استحل من أموالنا درهما. قال أبو الحسن رحمهالله : فوقع في نفسي أنّ ذلك فيمن استحل من مال الناحية درهما دون من أكل منه غير مستحلّ له ، وقلت في نفسي أيضا : إنّ ذلك في جميع من استحلّ محرما فأيّ فضل في ذلك للحجّة على غيره؟ قال : فوالذي بعث محمّدا بالحقّ نبيّا بشيرا لقد نظرت بعد ذلك في التوقيع فوجدته قد انقلب إلى ما كان في نفسي نسخته : بسم الله الرّحمن الرحيم : لعنة الله والملائكة والناس أجمعين على من أكل من مالنا درهما حراما (٢).
الثانية عشرة : من التوقيعات فيه : أيضا ممّا خرج عن صاحب الزمان من جوابات المسائل الفقهية أيضا ممّا سأله عنها محمد بن عبد الله بن جعفر الحميري فيما كتب إليه وهو : بسم الله الرّحمن الرّحيم أطال الله بقاك وأدام الله عزّك وتأييدك وسعادتك وسلامتك وأتمّ نعمته عليك وزاد في إحسانه إليك وجميل مواهبه لديك وفضله عندك وجعلني من السوء فداك وقدمني قبلك ، الناس يتنافسون في الدرجات فمن قبلتموه كان مقبولا ومن دفعتموه كان وضيعا ، والخامل من وضعتموه ، ونعوذ بالله من ذلك وببلدنا ـ أيّدك الله ـ جماعة من الوجوه يتنافسون في المنزلة ، وورد ـ أيّدك الله ـ كتابك إلى جماعة منهم في أمر أمرتهم به من معاونة (ص) (٣). وأخرج علي بن محمد بن الحسين بن الملك المعروف
__________________
(١) الاحتجاج : ٤٧٩.
(٢) الاحتجاج : ٤٨٠ وفيه : من استحلّ من أموالنا درهما.
(٣) هذا تعبير بالرمز للمصلحة.