شريكين في الإمامة ، وأنّ الله عزوجل جعل النبوّة في ولد هارون ولم يجعلها في ولد موسى عليهالسلام وإن كان موسى أفضل من هارون.
قلت : فهل يكون إمامان في وقت؟ قال : لا ، إلّا أن يكون أحدهما صامتا مأموما لصاحبه والآخر إماما ناطقا لصاحبه ، وأمّا أن يكونا إمامين ناطقين في وقت واحد فلا. قلت : فهل الإمامة في أخوين بعد الحسن والحسين؟ قال : إنّما هي جارية في عقب الحسين كما قال الله عزوجل (وَجَعَلَها كَلِمَةً باقِيَةً فِي عَقِبِهِ) (١) ثمّ هي جارية في الأعقاب وأعقاب الأعقاب إلى يوم القيامة (٢).
وفيه عن عبد الرّحمن بن المثنى الهاشمي ؛ قلت لأبي عبد الله عليهالسلام : جعلت فداك من أين جاء لولد الحسين الفضل على ولد الحسن وهما يجريان في شرع واحد؟ فقال : لا أراكم تأخذون به ، إنّ جبرائيل نزل على محمد وما ولد الحسين بعد فقال له : يولد لك غلام تقتله أمّتك من بعدك. فقال : يا جبرئيل لا حاجة فيه ، فخاطبه ثلاثا ثمّ دعا عليّا فقال له : إنّ جبرئيل يخبرني عن الله عزوجل أنّه يولد لك غلام تقتله أمّتك من بعدك. فقال : لا حاجة لي فيه يا رسول الله ، فخاطب عليا ثلاثا ثمّ قال : إنّه يكون فيه وفي ولده الإمامة والوراثة والخزانة فأرسل إلى فاطمة عليهالسلام : إنّ الله يبشّرك بغلام تقتله أمّتي من بعدي. فقالت فاطمة : ليس لي فيه حاجة يا أبه ، فخاطبها ثلاثا ثمّ أرسل إليها : لا بدّ أن يكون فيه الإمامة والوراثة والخزانة. فقالت له : رضيت من الله عزوجل ، فعلت وحملت بالحسين فحملت ستّة أشهر ثمّ وضعت ولم يعش مولود قط ستّة أشهر غير الحسين بن علي وعيسى ابن مريم فكفلته أمّ سلمة وكان رسول الله يأتيه في كلّ يوم فيضع لسانه في فم الحسين فيمصّه حتّى يروى ، فأنبت الله عزوجل لحمه من لحم رسول الله ولم يرضع من فاطمة ولا من غيرها لبنا قطّ ، فلمّا أنزل الله تبارك وتعالى فيه (وَحَمْلُهُ وَفِصالُهُ ثَلاثُونَ شَهْراً حَتَّى إِذا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً قالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلى والِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صالِحاً تَرْضاهُ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي) (٣) فلو قال أصلح لي ذريتي كانوا كلّهم أئمّة ولكن خصّ هكذا(٤).
__________________
(١) الزخرف : ٢٨.
(٢) البحار : ٢٥ / ٢٤٩ باب ٨ ح ١.
(٣) الاحقاف : ١٥.
(٤) البحار : ٢٥ / ٢٥٤ ح ١٥ ، وكامل الزيارات : ١٢٤.