شرار خلق الله. فكتب : ويحكم أما تقرءون ما قال الله (وَجَعَلْنا بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ الْقُرَى الَّتِي بارَكْنا فِيها قُرىً ظاهِرَةً) (١) فنحن والله القرى التي بارك الله فيها وأنتم القرى الظاهرة (٢).
الآية الثامنة والسبعون : قوله تعالى (وَلَوْ تَرى إِذْ فَزِعُوا فَلا فَوْتَ وَأُخِذُوا مِنْ مَكانٍ قَرِيبٍ وَقالُوا آمَنَّا بِهِ وَأَنَّى لَهُمُ التَّناوُشُ مِنْ مَكانٍ بَعِيدٍ) (٣) إلى آخر السورة ، عن أبي جعفر عليهالسلام : يكون لصاحب هذا الأمر غيبة ـ وذكر حديثا طويلا يتضمّن غيبة صاحب الأمر وظهوره إلى أن قال ـ فيدعو الناس ـ يعني القائم عليهالسلام ـ إلى كتاب الله وسنّة نبيّه والولاية لعلي بن أبي طالب عليهالسلام والبراءة من عدوّه ، ولا يسمّي أحدا حتّى ينتهي إلى البيداء فيخرج إليه جيش السفياني فيأمر الله الأرض فتأخذهم من تحت أقدامهم وهو قول الله تعالى (وَلَوْ تَرى إِذْ فَزِعُوا فَلا فَوْتَ وَأُخِذُوا مِنْ مَكانٍ قَرِيبٍ وَقالُوا آمَنَّا بِهِ) يعني بقائم آل محمّد (وَقَدْ كَفَرُوا بِهِ) يعني بقائم آل محمّد صلىاللهعليهوآله إلى آخر السورة. فلا يبقى منهم إلّا رجلان يقال لهما : وتر ووتيرة من مراد ، وجوههما في أقفيتهما يمشيان القهقرى فيخبران الناس بما فعل بأصحابهم. (٤) والحديث طويل اكتفينا بقدر الحاجة.
الآية في سورة يس (وَآيَةٌ لَهُمُ الْأَرْضُ الْمَيْتَةُ أَحْيَيْناها وَأَخْرَجْنا مِنْها حَبًّا فَمِنْهُ يَأْكُلُونَ)(٥).
عن كتاب الغيبة للسيّد علي عن السجّاد عليهالسلام قال : يقتل القائم من أهل المدينة حتّى ينتهي إلى الأجفر ويصيبهم مجاعة شديدة ، قال عليهالسلام : فيصبحون وقد نبتت لهم ثمرة يأكلون منها ويتزوّدون وهو قوله تعالى (وَآيَةٌ لَهُمُ الْأَرْضُ الْمَيْتَةُ أَحْيَيْناها وَأَخْرَجْنا مِنْها حَبًّا فَمِنْهُ يَأْكُلُونَ) (٦) الخبر (٧).
الآية التاسعة والسبعون : قوله تعالى (وَإِنَّ مِنْ شِيعَتِهِ لَإِبْراهِيمَ) (٨) سأل جابر بن يزيد الجعفي جعفر بن محمد الصادق عليهماالسلام عن تفسير هذه الآية ، فقال : إنّ الله سبحانه لمّا خلق إبراهيم كشف له عن بصره فنظر فرأى نورا إلى جنب العرش فقال : إلهي ما هذا النور؟ فقيل له : هذا نور محمد صفوتي من خلقي ، ورأى نورا إلى جنبه فقال : إلهي ما هذا النور؟ فقيل له :
__________________
(١) سبأ : ١٨.
(٢) كتاب الغيبة للطوسي : ٣٤٥.
(٣) سبأ : ٥١.
(٤) بحار الأنوار : ٥٢ / ٣٤٢.
(٥) يس : ٣٣.
(٦) يس : ٣٣.
(٧) البحار : ٥٢ / ٣٨٧ عن الغيبة.
(٨) الصافات : ٨٣.