وسألت عن أم موسى كم أرضعته فإنها أرضعته ثلاثة أشهر قبل أن تقذفه في البحر ، ثم ألقته في البحر بحر القلزم. وسألت عن الاثنين اللذين كانا في بيت فرعون حين لطمه موسى فهي آسية امرأة فرعون ، والرجل الذي كان يكمن إيمانه.
وسألت عن موسى يوم كلّمه الله تعالى وحملت التوراة إليه فإن الله كلّم موسى يوم الجمعة ، وأعطي التوراة ، ونزلت بها الملائكة إلى موسى يوم الجمعة ، وأمر الله تعالى بكل حرف من التوراة فحمله ملك من السماء ، فلا يعلم عدد ذلك إلا الله وحده لا شريك له.
وأما الأرض التي لم تنظر إليها الشمس إلا يوما فهي أرض البحر الذي فلقه الله عزوجل لموسى. وأما المنذر الذي ليس من الإنس ولا من الجن فهي النملة (قالَتْ نَمْلَةٌ يا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَساكِنَكُمْ) [سورة النمل ، الآية : ١٨] ، وسألت عن آدم فهو أول الأنبياء خلقه الله من طين ، وسواه ونفخ فيه من روحه. وكان طوله فيما بلغنا والله أعلم ستين ذراعا ، وكان نبيا وخليفة ، وعاش ألف سنة إلا ستين عاما (١). وكان وصيّه شيث. وسألت من كان بعد شيث من الأنبياء ، كان بعده إدريس وهو أول الرسل. وكان بعد إدريس نوح ، وكان بعد نوح هود ، ثم كان بعد هود صالح ، ثم كان بعد صالح إبراهيم ، ثم كان بعد إبراهيم لوط ابن أخي إبراهيم ، وكان بعد لوط إسماعيل ، ثم كان بعد إسماعيل إسحاق ، وكان بعد إسحاق يعقوب ، ثم كان بعد يعقوب يوسف ، ثم كان بعد يوسف موسى ، ثم كان بعد موسى عيسى فأنزل الله عليه الإنجيل ، ثم كان بعده نبيّنا نبيّ الرحمة صلىاللهعليهوسلم (٢).
وسألت عن عدد الأنبياء : كانوا فيما بلغنا والله أعلم ألف نبي ومائتي نبي وخمسة وسبعين نبيا. وكان منهم ثلاث مائة وخمسة عشر رسولا (٣) ، وسائرهم أنبياء صالحون نجد في القرآن منهم ثلاثة وثلاثين نبيا يقول الله عزوجل : (وَرُسُلاً قَدْ قَصَصْناهُمْ عَلَيْكَ مِنْ قَبْلُ وَرُسُلاً لَمْ نَقْصُصْهُمْ عَلَيْكَ وَكَلَّمَ اللهُ مُوسى تَكْلِيماً) [سورة النساء ، الآية : ١٦٤].
وكان ابن عباس أمير البصرة ، وكان يغشى (٤) الناس في شهر رمضان ، فلا ينقضي
__________________
(١) في مروج الذهب ١ / ٣٣ كان عمره عليهالسلام تسعمائة سنة وثلاثون سنة. وانظر البداية والنهاية ١ / ١١٠ ـ ١١١.
(٢) انظر طبقات ابن سعد ١ / ٤٠ وانظر فيها ١ / ٥٤ ذكر تسمية الأنبياء وأنسابهم (ص) نقلا عن محمد بن السائب الكلبي. والدر المنثور ٢ / ٧٤٨.
(٣) انظر طبقات ابن سعد ١ / ٥٤ والدر المنثور ٢ / ٧٤٦.
(٤) في أنساب الأشراف : «وكان يعشي الناس».