الزمخشري.
حَضِيرٌ : بالفتح ثم الكسر : قاع فيه آبار ومزارع يفيض عليها سيل النّقيع ، بالنون ، ثم ينتهي إلى مزج ، وبين النقيع والمدينة عشرون فرسخا ، وقيل : عشرون ميلا ، ويجوز أن يكون أصله من الحضر وهو العدو ، وأنشد أبو زياد يقول :
ألم تر أنّي والهزبر وعامرا |
|
وثورة عشنا في لحوم الصّرائد |
يقولون لما أقلع الغيث عنهم : |
|
ألا هل ليال بالحضير عوائد؟(١) |
الحَضِيرِيَّةُ : قال أبو سعد : هي محلّة بشرقي بغداد ، قلت : لا أعرف هذه المحلّة ببغداد ولكن على شاطئ دجلة مواضع يباع فيها الحطب يقال لكلّ موضع منها حضيرة ويجمعونها على الحضائر ، فإن كان سماها فإنما سميت بذلك للحطب الذي فيها لا لأنه علم لموضع ، لكن ببغداد محلة يقال لها الخضيريّة ، بالخاء المعجمة والتصغير ، قال أبو سعد : منها أبو بكر محمد بن الطيب بن سعيد بن موسى الصباغ الحضيري ، يروي عن أبي بكر بن سلمان النجار وأبي بكر الشافعي وغيرهما ، روى عنه أبو بكر الخطيب وقال : كان صدوقا ، توفي سنة ٤٢٣.
باب الحاء والطاء وما يليهما
الحُطَمِيَّةُ : بالضم ثم الفتح ، وكسر الميم ، وياء مشددة ، والحطم في اللغة : الرجل القليل الرحمة ، وهو من الحطم وهو الكسر ، قال شمر : الحطميّة من الدروع الثقيلة العريضة ، قال : لأنها تكسر السيوف ، وكان لعليّ بن أبي طالب ، رضي الله عنه ، درع يقال له الحطمية. والحطميّة : قرية على فرسخ من بغداد من الجانب الشرقي من نواحي الخالص ، منسوبة إلى السّريّ بن الحطم أحد القوّاد.
الحَطِيمُ : بالفتح ثم الكسر : بمكة ، قال مالك بن أنس : هو ما بين المقام إلى الباب ، وقال ابن جريج : هو ما بين الركن والمقام وزمزم والحجر ، وقال ابن حبيب : هو ما بين الركن الأسود إلى الباب إلى المقام حيث يتحطم الناس للدعاء ، وقال ابن دريد : كانت الجاهلية تتحالف هناك يتحطّمون بالأيمان ، فكلّ من دعا على ظالم وحلف إثما عجّلت عقوبته ، وقال ابن عباس : الحطيم الجدر بمعنى جدار الكعبة ، وقال أبو منصور : حجر مكة يقال له الحطيم مما يلي الميزاب ، وقال النضر : الحطيم الذي فيه الميزاب ، وإنما سمّي حطيما لأن البيت ربّع وترك محطوما.
حِطِّينٌ : بكسر أوله وثانيه ، وياء ساكنة ، ونون : قرية بين أرسوف وقيسارية ، وبها قبر شعيب ، عليه السلام ، كذا قال الحافظان أبو القاسم الدمشقي وأبو سعد المروزي ، ونسبا إليها أبا محمد هيّاج بن محمد بن عبيد بن حسين الحطّيني الزاهد نزيل مكة ، سمع أبا الحسن عليّ بن موسى بن الحسين السمسار وأبا عبد الله محمد بن عبد السلام بن عبد الرحمن بن معدان الدمشقي وأبا القاسم عبد الرحمن بن عبد العزيز السّرّاج وأبا الحسن عليّ بن محمد بن إبراهيم الحنّائي بدمشق ، وأبا أحمد محمد بن أحمد بن سهل القيسراني بقيسارية ، وأبا العباس إسماعيل بن عمر النحاس ، وأبا الفرج النحوي المقدسي وغيرهم ، وسمع منه جماعة من الحفّاظ ، منهم محمد بن طاهر المقدسي ، وأبو القاسم هبة الله بن عبد الوارث الشيرازي ، وأبو جعفر محمد بن أبي عليّ وغيرهم ، وكان زاهدا فقيها مدرّسا ، يفطر كل ثلاثة أيام ويعتمر كل يوم ثلاث عمر ، ويلقي على المستفيدين كل
__________________
(١) في هذا البيت إقواء.