«ضربنى وضربت الزّيدين» فتوحّد الفعل الأول معهما لخلوه من الضمير (١). ومما اتفقا فيه أيضا إعمال اسم الفاعل الذى بمعنى الماضى فى المفعول به مثل «على ناظم قصيدته أمس» (٢). واتفقا فى أن الفعل اللازم إذا بنى للمجهول مثل «مرّبه» كان نائب الفاعل ليس الجار والمجرور كما يذهب جمهور النحاة ، وإنما ضمير المجهول ، لأنه يعود إما على المصدر أو الوقت أو المكان ، مما يعمل فيه الفعل عادة (٣). وكذلك اتفقا فى أن الماضى المجرد من قد الواقعة جملته خبرا لإن يصح دخول لام الابتداء عليه مثل «إن محمدا لقام» على إضمار قد ، ومنع ذلك الجمهور (٤). وذهب الأخفش إلى أن صيغة التعجب تصاغ من العاهات فيقال : «ما أعوره» وقاس على ذلك الكسائى ـ وتبعه هشام ـ صياغته من الألوان مثل «ما أحمره» و «ما أبيضه» و «ما أسوده» و «ما أخضره» (٥).
ومما وافق فيه أستاذه مع شىء من التعديل تقدم المفعول به على المبتدأ فى مثل «زيدا أخوه ضارب» و «زيدا أخوه ضرب» فقد كان الكسائى يجيز الصورة الأولى ولا يجيز الصورة الثانية ، وأجازهما معا هشام (٦). وكان يجيز مع أستاذه الفصل بين إذن والمضارع المنصوب بها بمعموله مطلقا ، غير أن الكسائى كان يرجّح النصب ، أما هو فكان يرجح الرفع (٧). وصوّرنا فيما أسلفنا خلافه مع أستاذه فى وقوع الجملة الطلبية صلة ، وقد خالفه فى طائفة من الآراء ، فمن ذلك ذهاب الكسائى ـ كما مرّ بنا ـ إلى أن الأسماء الخمسة معربة من مكانين بالحركات والحروف معا ، بينما ذهب هشام إلى أن الأحرف : الواو والألف والياء هى الإعراب وأنها نابت عن الحركات (٨). ومر بنا أن الكسائى كان يجوّز الفصل بين لن والمضارع الناصبة له بالقسم ومعمول الفعل مطلقا ، وخالفه فى ذلك هشام آخذا بوجهة نظر البصريين (٩). وكان الكسائى يرى رفع لفظة اليوم فى مثل «اليوم الأحد» وجوّز هشام فى كلمة «اليوم» النصب على الظرفية لأنها
__________________
(١) الهمع ١ / ١٠٩ وابن يعيش ١ / ٧٧ والمغنى ص ٦٧٣.
(٢) المغنى ص ٧٧٠.
(٣) الهمع ١ / ١٦٤.
(٤) المغنى ص ٢٥٢.
(٥) الهمع ٢ / ١٦٦.
(٦) الهمع ١ / ١٠٢.
(٧) المغنى ص ١٦.
(٨) الهمع ١ / ٣٨.
(٩) الهمع ٢ / ٤.