على نية الإضافة إلى مقدر مثل المضاف إليه (١).
وكان يذهب إلى أن «كان» يليها فاعل مرفوع وحال منصوب ، وقد يسمى اسمها شبه فاعل وخبرها شبه حال ، وقد يقول إن الخبر نصب بخلوه من العامل (٢). وذهب إلى أن حاشا الاستثنائية فى مثل «جاء القوم حاشا زيد» فعل لا فاعل له ، وزيد مجرورة بلام مقدرة ، والأصل «حاشا لزيد» وحذفت اللام لكثرة الاستعمال ، وكان سيبويه يذهب إلى أنها دائما حرف جر. وجمع المبرد بين الرأيين ، فقال إنها تكون حرف جر كما ذهب سيبويه ، وقد تكون فعلا ينصب ما بعده بدليل تصرفه إذ يقال حاشى وأحاشى (٣). وكان البصريون وأستاذه الكسائى يذهبون إلى أن نعم وبئس فعلان ماضيان لا يتصرفان ، وخالفهما ذاهبا إلى أنهما اسمان مبتدآن لعدم تصرفهما ولدخول حرف الجر عليهما فى بعض كلام العرب وأشعارهم كقول أعرابى بشّر بمولودة : «والله ما هى بنعم المولودة» (٤). وذهب الكسائى مع البصريين إلى أن صيغة التعجب فى مثل «ما أكرم محمدا» فعل ماض ، وذهب الفراء إلى أنها اسم مبنى خبر لما الاستفهامية ، فما ليست تعجبية بمعنى شىء وإنما هى استفهامية ، واحتج لاسمية صيغة التعجب بأنه قد يدخلها التصغير فى مثل قول الشاعر : «يا ما أميلح غزلانا شدنّ لنا» والتصغير إنما يدخل فى الأسماء لا فى الأفعال (٥).
وذهب ـ كما مر بنا فى غير هذا الموضع ـ إلى أن لو لا فى مثل «لولا السفر لزرتك» هى التى تعمل الرفع فى كلمة السفر أو بعبارة أخرى فى تاليها ، فكلمة السفر مرفوعة بها ، وكان الكسائى يذهب إلى أن المرفوع بعدها فاعل لفعل مقدر ، وذهب سيبويه إلى أنه مبتدأ محذوف الخبر (٦). وكان يذهب إلى أن
__________________
(١) الهمع ١ / ١٧٧.
(٢) معانى القرآن ١ / ١٣ وانظر الرضى ١ / ٧٤ والهمع ١ / ١١١ ، ١٥١.
(٣) ابن يعيش ٢ / ٨٤ والإنصاف : المسألة رقم ٣٧ والهمع ١ / ٢٣٣.
(٤) فى معانى القرآن ١ / ٢٦٨ : بئس ونعم دلالة على مدح أو ذم لم يرد منهما مذهب الفعل مثل قاما وقعدا ، وانظر ٢ / ١٤١ حيث ينص على اسميتهما وابن يعيش ٧ / ١٢٧ والإنصاف المسألة رقم ١٤.
(٥) ابن يعيش ٧ / ١٤٣ والإنصاف : المسألة رقم ١٥.
(٦) معانى القرآن ١ / ٤٠٤ وابن يعيش ٣ / ١١٨ والرضى ١ / ٩٣ ، ٢ / ١١٨ والإنصاف : المسألة رقم ١٠.