كونا عامّا حذف ، وإذا كان كونا خاصّا وجب ذكره كما جاء فى الأثر : «لولا قومك حديثو عهد بالإسلام لهدمت الكعبة» (١). وكان يذهب مذهب يونس فى أن ما بعد إلا فى مثل «ما محمد إلا قائم» يجوز فيه النصب مطلقا (٢). واختار رأى الأعلم الشنتمرى فى أن إياها فى مثل «فإذا هو إياها» مفعول مطلق على نحو ما مر بنا من توجيه الشنتمرى (٣) ، كما اختار رأى ابن خروف فى أن «ما خلا» الاستثنائية موضعها نصب على الاستثناء لا حال كما ذهب السيرافى (٤). وله آراء كثيرة انفرد بها ، من ذلك أن إذ فى مثل : «فبينما العسر إذ دارت مياسير ظرف زمان وعاملها محذوف يدل عليه الكلام (٥). وكان يذهب إلى أن عيونا فى مثل (وَفَجَّرْنَا الْأَرْضَ عُيُوناً) ليست تمييزا ، وإنما هى حال. (٦) وذهب إلى أن «لو» لا تفيد الامتناع بوجه (٧) ، وأن مثل ميل وفرسخ ليس ظرفا مبهما لأن المبهم ما ليست له حدود محصورة (٨). وكان يرى أن الجملة المفسرة محلها محل الجملة التى تفسرها لأنها عطف بيان منها أو بدل ، (٩) كما كان يرى أن أصل ليس وما لنفى الحال ما لم يكن الخبر مخصوصا بزمان فإنهما يكونان حينئذ بحسبه من المضى والحال والاستقبال مثل : (أَلا يَوْمَ يَأْتِيهِمْ لَيْسَ مَصْرُوفاً عَنْهُمْ). (وَما هُمْ بِخارِجِينَ مِنَ النَّارِ)(١٠).
وابن (١١) هشام الخضراوى هو أبو عبد الله محمد بن يحيى الخزرجى الأندلسى المتوفّى بتونس سنة ٦٤٦ تلميذ ابن خروف ، كان إماما مقدما فى العربية عاكفا على تعليمها. وله شرح على إيضاح الفارسى وشرح على أبياته ، وصنّف فصل المقال فى أبنية الأفعال ، كما صنف النقض على الممتع لابن عصفور. وله آراء نحوية مختلفة فى المعنى والهمع يتفق فى طائفة منها مع البصريين أو الكوفيين أو سابقيه
__________________
(١) المغنى ص ٣٠٢.
(٢) الهمع ١ / ١٢٣.
(٣) المغنى ص ٩٦.
(٤) المغنى ص ٧٧٢.
(٥) المغنى ص ٨٨ والهمع ١ / ٢٠٥.
(٦) الهمع ١ / ٢٥١.
(٧) المغنى ص ٢٨٣ والهمع ١ / ٦٥.
(٨) الهمع ١ / ١٩٩ وانظر فى تعليلات له طريفة الأشباه والنظائر ١ / ٥٣ ، ٢٥٩.
(٩) المغنى ص ٤٥٠ والهمع ١ / ٢٤٨.
(١٠) الهمع ١ / ١١٥.
(١١) انظر فى ترجمة الخضراوى بغية الوعاة ص ١١٥.