لك بناء ففعلت. قال الزبيدى : «وأحسن أبو العباس فى قياسه حين قلب الواو ياء لأن الواو تنقلب فى المضارعة ياء ، ولذلك تقول : ارمييت ولا تقول ارميوت .. وتبع أبو العباس سنة الأخفش سعيد بن مسعدة فإنه كان يبنى من الأمثلة ما لا مثال له» (١).
ومن مصنفاته المطبوعة كتاب المقصور والممدود على حروف المعجم وهو كتاب نفيس فى بابه. وله كتاب «الانتصار لسيبويه من المبرد» ومنه مخطوطة بدار الكتب المصرية وفيه يتعقب المبرد فى كتابه الذى تتبع به كلام سيبويه وسماه «مسائل الغلط» وكان قد كتبه فى حداثته مما جعله يعتذر منه (٢). وقد نقض عليه ابن ولاد كل ما أورده على الإمام النحوى الكبير ، وفى كتاب الرد على النحاة لابن مضاء بعض أمثلة من نقضه (٣). وله آراء نحوية مختلفة ، كان يتابع فيها أحيانا الكوفيين على الرغم من إعجابه الشديد بسيبويه وأئمة البصريين ، من ذلك تجويزهم أن يجرى المقصور مثل مصطفى فى جمعه جمعا سالما مجرى المنقوص ، فيضم فيه ما قبل الواو فى مثل مصطفون ويكسر ما قبل الياء ، فى مثل مصطفين وقاضين ، وكان يقول إن ذلك لغة لبعض العرب (٤). وكان يجوّز مع أستاذه الزجاج أن تدخل لام الابتداء على معمول الخبر المقدم إذا كان مفعولا به مثل «إن زيدا لطعامك آكل» (٥). وكان يذهب ـ وتبعه أبو على الفارسى ـ إلى أن نون المثنى والجمع السالم عوض عن الحركة والتنوين فى المفرد معا (٦). وذهب ـ وتبعه ابن مالك ـ إلى أن «من» مع اسم التفضيل فى مثل «زيد أفضل من عمرو» للمجاوزة لا الابتداء كما ذهب سيبويه ، كأنه قيل : جاوز زيد عمرا فى الفضل (٧). وكان سيبويه يذهب إلى أن قولهم : «لاه أبوك» أصله لله أبوك فحذفت لام الجر ، ولام التعريف ، وبنيت لاه لتضمنها لها مع
__________________
(١) وانظر مناظرة ابن ولاد مع أبى جعفر النحاس فى مسائل أخرى فى كتاب الأشباه والنظائر ٣ / ١٣٦ ـ ١٥٧.
(٢) الخصائص لابن جنى ١ / ٢٠٦.
(٣) انظر ص ١٢٨ وما بعدها.
(٤) الهمع ١ / ٤٦.
(٥) الهمع ١ / ١٣٩.
(٦) الهمع ١ / ٤٨.
(٧) الهمع ٢ / ٣٦.