من زيد ، بينما ذهب ابن عصفور إلى أنها بدل كل من كل (١). وذهب إلى أن «عوض» بنيت على الضم مع أنها غير مضافة إلى جملة حملا على نقيضتها «قط» (٢). وكان يرى أن «زيتا» فى مثل «ادهنت زيتا» منصوبة على نزع الخافض بدليل قولك «ادهنت بزيت» وأنه ينبغى أن يوقف على ما يماثل هذه الصيغة ويعرب تمييزا عند السماع مثل «امتلأ الإناء ماء» للزوم كلمة ماء التنكير ووجوب تأخيرها بإجماع (٣).
ونمضى فى القرن التاسع الهجرى ، فنلتقى بنحويين كثيرين ، من أنبههم الدمامينى (٤) محمد بن أبى بكر بن عمر الإسكندرى المتوفى سنة ٨٣٧ للهجرة ، ناب فى الحكم وتصدر بالجامع الأزهر لإقراء النحو ، وأقرأ بالإسكندرية ، ودخل اليمن سنة ٨٢٠ وركب البحر إلى الهند ، وظل بها إلى أن لبّى نداء ربه. وله من التصانيف النحوية شرح على التسهيل لابن مالك وشرح على مغنى ابن هشام سماه «تحفة الغريب فى حاشية مغنى اللبيب» تحامل فيه تحاملا شديدا على ابن هشام ، مما جعل الشّمنّى الإسكندرى المتوفى سنة ٨٧٢ للهجرة يتعقبه فى حاشيته على المغنى وقد سماها «المنصف من الكلام على مغنى ابن هشام» والحاشيتان جمعا مطبوعتان معا. ومن أمثلة تعقبه لابن هشام فى مغنيه أنه ذهب فى باب «أم» إلى أنها هى التى يتعين وقوعها بعد همزة التسوية لا «أو» فلا يقال : «سواء أكان كذا أو كذا» ولكن يقال «سواء أكان كذا أم كذا» وكذلك «سواء كان كذا أم كذا» بدون همزة التسوية ، ولاحظ الدمامينى أن ذلك إنما يكون حين تتلو سواء الهمزة ، وهى غير لازمة ، فيجوز مجىء أو فى مثل «سواء علىّ قمت أو قعدت» وفى قول الفقهاء : «سواء كان كذا أو كذا». وذكر ابن هشام فى باب «جير» أنها حرف بمعنى نعم ، لا اسم بمعنى حقّا فتكون مصدرا ، وراجعه الدمامينى بأنها بمعنى حقّا ، وأنها بنيت مثل ما التى بمعنى شىء ، وعلة
__________________
(١) الهمع ١ / ١٥٥.
(٢) الأشباه والنظائر للسيوطى ١ / ١٩٦.
(٣) الأشباه والنظائر ٢ / ٨٣.
(٤) انظر فى ترجمة الدمامينى بغية الوعاة ص ٢٧ والضوء اللامع للسخاوى ج ٧ رقم ٤٤٥ والشذرات ٧ / ١٨١ والبدر الطالع للشوكانى ٢ / ١٥٠.