دالّا على أنثى أو علما عليها لا يمنع تنوينه ولا صرفه. ويكثر سيبويه كثرة مفرطة من نقل مثل هذه التمارين عن أستاذه فى علم الصرف ، ويكفى أن نضرب مثلا لذلك ، يقول : «وسألته كيف ينبغى له أن يقول : أفعلت فى القياس من اليوم على من قال : أطولت وأجودت ، فقال : أيّمت فتقلب الواو ههنا (ياء) كما قلبتها فى أيام ، وكذلك تقلبها فى كل موضع تصح فيه ياء أيقنت ، فإذا قلت أفعل ويفعل ومفعل قلت : أووم ، ويووم ، ومووم ، لأن الياء لا يلزمها أن تكون بعدها ياء كفعّلت من بعت ، وقد تقع وحدها ، فكما أجريت فيعلت وفوعلت مجرى بيطرت وصومعت كذلك جرى هذا مجرى أيقنت. وإذا قلت أفعل من اليوم قلت أيّم كما قلت أيام ، فإذا كسّرت على الجمع همزت فقلت أيائم لأنها اعتلت ههنا كما اعتلت فى سيد ، والياء قد تستثقل مع الواو» (١).
وواضح من كل ما قدمنا أن الخليل يعدّ بحق واضع النحو العربى فى صورته المركبة ، سواء من حيث عوامله ومعمولاته الظاهرة والمقدرة أو من حيث ما يجرى فيه من شواهد ومن علل وأقيسة ، ونصّ على العبارات المهملة والأخرى الشاذة وإحداث ما سرى فيه من تمارين غير عملية يقصد بها إلى التمرين والتدريب ، ومدّ ذلك فى علم الصرف والفقه بأبنية الكلم واشتقاقاتها وتصريفاتها وصورها الممدودة والمقصورة والممالة والمصغرة والمنسوبة وما بداخلها من قلب وإعلال.
__________________
(١) الكتاب ٢ / ٣٧٦.