الإعراب :
(حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ) أي أسباب الموت ، فحذف المضاف ، وأقيم المضاف إليه مقامه.
(الْوَصِيَّةُ) : نائب فاعل لفعل : كتب ، وتقديره : كتب عليكم الوصية.
(حَقًّا عَلَى الْمُتَّقِينَ) منصوب على المصدر ، وتقديره : حق حقا.
(فَمَنْ بَدَّلَهُ بَعْدَ ما سَمِعَهُ) الهاءات في : بدله وسمعه ويبدلونه ، فيها وجهان : أحدهما ـ إنما أتى بضمير المذكر ، دون ضمير المؤنث ، وإن كان الذي تقدم ذكر الوصية ، لأنه أراد بالوصية الإيصاء. والثاني ـ أن هذه الهاءات تعود على الكتب ، لأن (كُتِبَ) تدل عليه ، والكتب مذكر.
البلاغة :
(عَلَى الَّذِينَ يُبَدِّلُونَهُ) أقيم الظاهر مقام المضمر.
المفردات اللغوية :
(كُتِبَ) : فرض (الْمَوْتُ) أي أسبابه وعلاماته وأماراته كالمرض المخوف (خَيْراً) أي مالا ، قال مجاهد : الخير في القرآن كله : المال. (الْوَصِيَّةُ) : تصرف في التركة مضاف إلى ما بعد الموت ، أي فليوص من أوشك على الموت ببعض ماله لأقاربه ، وتطلق على الإيصاء والتوصية ، وعلى الموصى به من عين أو عمل.
(بِالْمَعْرُوفِ) أي بالعدل بأن لا يزيد على الثلث ، ولا يفضل الغني ، وهو ما لا يستنكره الناس ، بحسب حال الشخص الموصي ، بأن لا يكون قليلا بالنسبة لماله الكثير ، وألا يكون كثيرا يضر بالورثة ، ويتحدد بعدم الزيادة على ثلث التركة.
(حَقًّا عَلَى الْمُتَّقِينَ) مصدر مؤكد لمضمون الجملة قبله. والإيصاء الواجب للأقارب منسوخ بآية الميراث ، وبحديث رواه الترمذي وغيره : «لا وصية لوارث».
(فَمَنْ بَدَّلَهُ) وغيره أي الإيصاء ، من شاهد ووصي (بَعْدَ ما سَمِعَهُ) علمه (فَإِنَّما إِثْمُهُ) أي الإيصاء المبدل (إِنَّ اللهَ سَمِيعٌ) لقول الموصي (عَلِيمٌ) بفعل الوصي ، فيجازيه عليه.
(فَمَنْ خافَ) أي علم. (جَنَفاً) ميلا عن الحق والعدل خطأ (أَوْ إِثْماً) بأن تعمد الإجحاف والظلم ، بالزيادة على الثلث أو تخصيص غني مثلا.
(فَأَصْلَحَ بَيْنَهُمْ) بين الوصي والموصى له ، بالأمر بالعدل. (فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ) في ذلك.