الشهي ، أو ترقرق في ناظريه برودة الماء وعذوبته ، وأحجم عن تناول المفطر ، بدافع إيمانه ، وخشية ربّه ، حقق معنى الخوف من الله ، وإذا ازينت الشهوات له ، وترفع عنها ، خوفا من انتهاك حرمة الصوم ، فقد استحيا من الله ، وراقب ربّه. وإذا استبدت الأهواء بالنفس ، كان سريع التذكر ، قريب الرجوع بالتوبة الصحيحة ، كما قال الله تعالى : (إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذا مَسَّهُمْ طائِفٌ مِنَ الشَّيْطانِ ، تَذَكَّرُوا فَإِذا هُمْ مُبْصِرُونَ) [الأعراف ٧ / ٢٠١].
ومن أعظم فوائد الصوم الروحية : أن الصائم يحتسب الأجر والثواب عند الله ويصوم لوجه الله وحده.
٢ ـ يكسر حدّة الشهوة ، ويخفف من تأثيرها وسلطانها ، فيعود إلى الاعتدال وهدوء المزاج ، كما قال صلىاللهعليهوسلم واصفا الصوم لمن يتعذر عليه الزواج ـ فيما رواه الجماعة عن ابن مسعود ـ : «.. ومن لم يستطع فعليه بالصوم ، فإنه له وجاء» ، أي بمثابة الخصاء مضعف للشهوة. وقال أيضا ـ فيما رواه النسائي عن معاذ ـ : «الصوم جنّة» أي وقاية من المعاصي.
٣ ـ يستدعي الإحساس المرهف والشفقة والرحمة التي تدعوه إلى البذل والعطاء ، فهو عند ما يجوع يتذكر من لا يجد قوتا من البائسين ، فيحمله الصيام على مواساتهم ، وهذا من أوصاف المؤمنين التي ذكرها الله : (رُحَماءُ بَيْنَهُمْ) [الفتح ٤٨ / ٢٩].
٤ ـ فيه تحقيق معنى المساواة بين الأغنياء والفقراء ، والأشراف والعامة ، في أداء فريضة واحدة ، وهذا من فوائد الصيام الاجتماعية ، كالحالة السابقة.
٥ ـ يعوّد على النظام في المعيشة ، وضبط الإرادة فيما بين فترتي السحور والإفطار في وقت واحد ، ويحقق الوفر والاقتصاد إذا التزمت آداب الصيام.