الَّذِينَ آتَيْناهُمُ الْكِتابَ يَعْرِفُونَهُ كَما يَعْرِفُونَ أَبْناءَهُمْ وَإِنَّ فَرِيقاً مِنْهُمْ لَيَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ (١٤٦) الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَلا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ (١٤٧))
الإعراب :
(قَدْ) للتحقيق في رأي السيوطي ، وقال الزمخشري : بمعنى ربما ، وهي للتكثير هنا ، ومعناه كثرة الرؤية ، فهي مثل «ربما» تأتي للكثير والقليل ، مثل : (رُبَما يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ كانُوا مُسْلِمِينَ) [الحجر ١٥ / ٢] أي كثيرا. ونرى هنا بمعنى الماضي ، ذكر بعض النحاة : أن «قد» تقلب المضارع ماضيا ، مثل ما هنا ، ومثل : (قَدْ يَعْلَمُ ما أَنْتُمْ عَلَيْهِ) [النور ٢٤ / ٦٤] (وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّكَ يَضِيقُ صَدْرُكَ) [الحجر ١٥ / ٩٧] (قَدْ يَعْلَمُ اللهُ الْمُعَوِّقِينَ) [الأحزاب ٣٣ / ١٨] والمعنى قد علمنا أو رأينا.
(وَلَئِنْ) لام القسم. (فَلَنُوَلِّيَنَّكَ) الفاء لسببية ما قبلها في الذي بعدها. (فَوَلِ) الفاء للتفريع.
(الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ) مرفوع ، إما مبتدا وخبره محذوف ، وتقديره : الحق من ربك يتلى عليك ، أو يوحى إليك أو كائن ، وإما خبر مبتدأ مقدر ، وتقديره : هذا الحق من ربك.
البلاغة :
(فَوَلِّ وَجْهَكَ) أطلق الوجه ، وأريد به الذات ، من قبيل المجاز المرسل ، من باب إطلاق الجزء وإرادة الكل.
(وَما أَنْتَ بِتابِعٍ قِبْلَتَهُمْ) هي أبلغ من الجملة السابقة ، لأنها جملة اسمية ، ولتأكيد نفيها بالباء.
(وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْواءَهُمْ) من باب التحريض على الثبات على الحق.
(كَما يَعْرِفُونَ أَبْناءَهُمْ) فيه تشبيه مرسل مفصل ، أي يعرفون محمداصلىاللهعليهوسلم معرفة واضحة كمعرفة أبنائهم.