ففعل ، فطعن عليه ناس ، وقالوا : ينكح أمة؟! فأنزل الله هذه الآية وأخرجه ابن جرير الطبري عن السدي منقطعا.
ويلاحظ في أسباب النزول أمران كما ذكر السيوطي : الأول ـ إن رواية الصحابة سبب نزول آية هو لتوضيح معناها ويتناول أمثال ما حدث. والثاني ـ قد يكون السبب الذي ذكروه حصل عقب نزول الآية.
التفسير والبيان :
هذه الآية من جملة الأحكام التي تنظم المجتمع الإسلامي الداخلي ، فلما أذن الله تعالى في مخالطة الأيتام ، وفي مخالطة الزواج ، بيّن أن مناكحة المشركين لا تصح.
ومعناها : ولا تتزوجوا أيها المؤمنون المشركات اللاتي لا كتاب لهن حتى يؤمنّ بالله واليوم الآخر ، ويصدّقن بمحمد صلىاللهعليهوسلم. وقد جاء لفظ المشرك في القرآن بهذا المعنى في قوله تعالى : (ما يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ وَلَا الْمُشْرِكِينَ) [البقرة ٢ / ١٠٥] وقوله : (لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ وَالْمُشْرِكِينَ مُنْفَكِّينَ حَتَّى تَأْتِيَهُمُ الْبَيِّنَةُ) [البينة ٩٨ / ١] والخلاصة : لا تتزوجوا المشركات ما دمن على شركهن.
ولأمة مؤمنة بالله ورسوله ، وإن كانت رقيقة وضيعة ، أفضل من حرة مشركة ، وإن كرم أصلها ، وإن أعجبتكم في الجمال والحسب والمال ، إذ بالإيمان كمال الدين والحياة معا ، وبالمال والجاه كمال الدنيا فقط ، ورعاية الدين وما يستتبعه من دنيا أولى من رعاية الدنيا.
ولا تزوجوا المشركين من نسائكم المؤمنات حتى يؤمنوا بالله ورسوله ، ولأن تزوجوهن من عبد مؤمن بالله ورسوله ، مع ما به من مهانة ، خير لكم من أن تزوجوهن من حرّ مشرك ، وإن أعجبكم في الحسب والنسب والشرف.