ولا تتهاونوا في امتثال أوامر الله تعالى ، والتزام حدوده التي شرعها لكم ، فإن تهاونتم وقصرتم كنتم كمن يستهزئ بالله وأمره. وفي هذا وعيد شديد لمن يتجاوز الحدود الشرعية ، وفيه حثّ للمؤمن على احترام صلة الزوجية ، والبعد عن أفعال الجاهلية.
واذكروا نعمة الله عليكم بالإسلام وسائر نعمه ، ومنها جعل الرحمة والمودة بين الزوجين ، كما قال الله تعالى : (وَمِنْ آياتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْواجاً لِتَسْكُنُوا إِلَيْها ، وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً) [الروم ٣٠ / ٢١].
واذكروا ما أنزل الله عليكم في القرآن والسّنة النّبوية من أحكام وحكم تشريعيّة ، لتوفير استقرار الحياة الزوجية ، وتحقيق السعادة والهناءة وغير ذلك ، مما فيه مصلحة ومنفعة ، إذ أن الأحكام تضع أصول النظام ، وأسرار الحكمة التشريعية تساعد على الامتثال والاتّعاظ والاقتناع.
ثم وثّق الحقّ سبحانه وتعالى الأحكام التشريعية في الزواج بما يبعث على احترامها ، وهو التقوى أي خوف الله ، وامتثال أمره ، واجتناب نهيه ، وترك احتقار المرأة وعدم المبالاة برابطة الزوجية المقدسة ، خلافا لما كان عليه العرب في الجاهلية من الاستهانة بالمرأة ، واتّخاذها مجرد متاع ، وتطليقها لأتفه الأسباب ، ومضارّتها بالمراجعة ، وجعلها كالمعلّقة ، وهذا ما يفعله الجهّال والطّائشون اليوم.
واعلموا أن الله يعلم بكلّ شيء وبما عملتم من تعدي حدوده وتضييع أوامره ، فيجازيكم على ما عملتم ، فهو تعالى لا يرضى إلا باتّباع أحكامه ، مع الإخلاص له في السّر والعلن.
وإذا طلقتم النساء معشر المؤمنين ، وانقضت عدّتهن تماما ، فلا يجوز لكم أيها الأولياء أن تمنعوهنّ من العودة إلى الزواج بالزوج السابق بعد الطلقتين الأولى والثانية ، ولا يجوز لكم أيها الأزواج أيضا أن تمنعوهنّ بما لكم من النفوذ من الزواج