معجزة النبيّ صلى الله عليه واله الخالدة ودستور الاُمّة يحمل بين أوراقه وسطوره الآيات البيّنات التي تنطق بمكانة أهل البيت عندالله عزّوجلّ.
١ ـ آية التطهير ، وهي : «إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا» (١).
فقد ورد في سبب نزولها : أنّ النبيّ صلى الله عليه واله دعا بعباءة خيبريّة وجلّل بها عليّاً وفاطمة وحسناً وحسيناً ، ثم قال : اللهم إن هؤلاء أهل بيتى فأذهب عنهم الرجس وطهّرهم تطهيراً ، فنزلت آية التطهير إستجابة لدعاء الرسول الأعظم محمّد المصطفى صلى الله عليه واله (٢).
٢ ـ آية المباهلة ، وهي : «فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِن بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنفُسَنَا وَأَنفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَل لَّعْنَتَ اللَّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ» (٣).
قال المفسرون : إنّها نزلت عند ما إتّفق اُسقف نجران مع رسول الله صلى الله عليه واله أن يبتهل كلا الطرفين إلى الله أن يهلك من كان على الباطل في دعوته وإعتقاده. وخرج الرسول صلى الله عليه واله بأهل بيته : علي وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام دون سواهم من البشر للمباهلة.
وحين رأى اُسقف الوجوه الطيّبة ، والأنفس الزكيّة التي خرج بها الرسول الأعظم لمباهلتهم. إعتذروا للرسول صلى الله عليه واله عن مباهلته ، لأنهم
__________________
١ ـ الأحزاب : ٣٣.
٢ ـ أخرج الحديث كلّ من مسلم في صحيحه : ج ٤ ، ص ١٨٨٣ ، باب ٩ ، ح ٦١ / ٢٤٢٤ والترمذي في سننه : ج ٥ ، ص ٦٥٦ ، ح ٣٨٧١ ، والنسائي في خصائص أمير المؤمنين عليه السلام ص ٣٤ ، والطبري في تفسيره : ج ٢٢ ، ص ٥ و ٦ ، والبيهقي في سننه : ج ٢ ، ص ١٤٩ ، والطبراني في المعجم الكبير : ج ٣ ، ص ٥٤ ـ ٥٥ ، والحسكاني في شواهد التنزيل : ج ٢ ، ص ١٠٦ ، والحاكم في المستدرك على الصحيحين : ج ٣ ، ص ١٤٥ ـ ١٤٦ ، وغير ذلك من الأعلام.
٣ ـ آل عمران : ٦١.