أيقنوا بالعذاب المؤكد ، وزوال مذهبهم ، فأذعنوا بدفع الجزية فهده الآية الكريمة : توضّح للاُمّة الإسلاميّة ، بل لجميع الاُمم بأنّها عبّرت عن الحسن والحسين عليهما السلام بـ «أبنائنا» وعن فاطمة عليها السلام بـ «نساءَنا» وعن محمّد صلى الله عليه واله وعلي عليه السلام بـ «أنفسنا» أي أنّ علي عليه السلام هو نفس محمد صلى الله عليه واله ، فهما نفس واحده في جسمين. الأمر الذي يشير بالصراحة إلى ما يحظى به أهل بيت الرسالة في مقام كريم عند الله عزّوجلّ ورسوله صلى الله عليه واله.
٣ ـ آية المودّة ، وهي : «قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَىٰ» (١).
أجمع المحدّثون والمفسّرون : بأنّ هذه الآية نزلت في علي وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام.
فقد أخرجه الطبراني في المعجم الكبير (٢) ، والهيثمي في مجمع الزوائد (٣) ، وإبن حجر في الصواعق المحرقة (٤) ، والطبراني في ذخائر العقبى (٥) ، والحاكم الحسكاني في شواهد التنزيل (٦) ، والطبراسي في مجمع البيان (٧) ، بإسنادهم عن إبن عبّاس ، قال : لما نزلت هذه الآية : «قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَىٰ» (٨). قالوا يا رسول الله صلى الله عليه واله ومن قرابتك هؤلاء الذين وجبت علينا مودّتهم؟
قال : علي وفاطمة وابناهما.
هذا وقد اكتفينا بهذا القدر اليسير من الآيات التي تؤكّد وتوضّح لنا
__________________
١ ـ الشورىٰ : ٢٣
٢ ـ المعجم الكبير : ج ٣ ، ص ٤٧ ، ح ٢٦٤١.
٣ ـ مجمع الزوائد : ج ٧ ، ص ١٠٣ ، وج ٩ ، ص ١٦٨.
٤ ـ الصواعق المحرقة : ص ١٧٠.
٥ ـ ذخائر العقبىٰ : ص ٢٥.
٦ ـ شواهد التنزيل : ج ٢ ، ص ١٩٤ ، ح ٨٢٧.
٧ ـ مجمع البيان : ج ٩ ـ ١٠ ، ص ٢٨.
٨ ـ الشورىٰ : ٢٣