ولن يضيعني» ويجابهه مرة اخرى بقولته : «والله ما هذا بفتح لقد صددنا عن البيت وصد هدينا» ـ ومعه من معه من أضرابه ـ فقال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم : «بئس الكلام هذا أعظم الفتح ، لقد رضي المشركون أن يدفعوكم بالراح عن بلادكم ويسألونكم القضية ويرغبون إليكم في الإياب وقد كرهوا منكم ما كرهوا وقد أظفركم الله عليهم وردكم سالمين غانمين مأجورين ، فهذا أعظم الفتح ، أنسيتم يوم أحد إذ تصعدون ولا تلوون على أحد وأنا أدعوكم في أخراكم؟ أنسيتم يوم الأحزاب إذ جاؤوكم من فوقكم ومن أسفل منكم وإذ زاغت الأبصار وبلغت القلوب الحناجر وتظنون بالله الظنونا؟ قال المسلمون : صدق الله ورسوله هو أعظم الفتوح ، والله يا نبي الله ما فكرنا فيما فكرت فيه ولأنت أعلم بالله وبالأمور منا ، فأنزل الله سورة الفتح (١).
__________________
(١) الدر المنثور ٦ : ٦٨ ـ أخرجه البيهقي عن عروة (رض) ..
وفيه أخرج ابن أبي شيبة وأحمد وأبو داود وابن المنذر والحاكم وصححه وابن مردويه والبيهقي عن مجمع بن جارية الأنصاري (وذكر قصة نزول السورة ثم قال) فقال رجل يا رسول الله (ص) أو فتح هو؟ قال : والذي نفس محمد بيده انه لفتح.
وقد يلمح لنا تكرار هذا السؤال بعنف واهانة من عمر قبل نزول السورة أيضا لحد يعرض الرسول (ص) عن جوابه في بعض ما سأل وهو يحسبه غضبا منه (ص).
كما أخرج احمد والبخاري والترمذي والنسائي وابن حبان وابن مردويه عن عمر بن الخطاب (رض) قال كنا مع رسول الله (ص) في سفر فسألته عن شيء ثلاث مرات فلم يرد علي فقلت في نفسي ثكلتك أمك يا بن الخطاب نزرت رسول الله (ص) ثلاث مرات فلم يرد عليك فحركت بعيري ثم تقدمت أمام الناس وخشيت ان ينزل في قرآن فما لبثت أن سمعت صارخا يصرخ بي فرجعت وانا أظن انه نزل في شيء فقال النبي (ص) لقد أنزلت علي الليلة سورة أحب إلي من الدنيا وما فيها (إِنَّا فَتَحْنا لَكَ فَتْحاً مُبِيناً ...).
أقول ولأن السورة نزلت بعد صلح الحديبية وهي أحب الى رسول الله من الدنيا وما فيها ، نعرف انها تحمل بشارة لمستقبل سار ، أما انها تخبر بما حصل فليس فيه أمر جديد حتى يستسر ـ