فالله شهيد بعلمه في كلامه بكلامه ، فهل إنه بعد مفترى؟! (أَمْ يَقُولُونَ افْتَراهُ قُلْ فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِثْلِهِ) (فَأْتُوا بِعَشْرِ سُوَرٍ مِثْلِهِ مُفْتَرَياتٍ وَادْعُوا مَنِ اسْتَطَعْتُمْ مِنْ دُونِ اللهِ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ) (١٠ : ٣٨ ـ ١١ : ١٣) فهل انه بعد عيّكم عن الإتيان مثله وشهادة الله لوحيه ، هل هو بعد سحر او مفترى!.
فان افقتم عن غفوتكم ، ف (هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ) وان أصررتم على ضلالتكم ـ (وَأَنَّ عَذابِي هُوَ الْعَذابُ الْأَلِيمُ) ـ.
ثم وليس هذا بدعا تحارون فيه ، لا انا ولا كتابي ولا سنني ولا .. :
(قُلْ ما كُنْتُ بِدْعاً مِنَ الرُّسُلِ وَما أَدْرِي ما يُفْعَلُ بِي وَلا بِكُمْ إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا ما يُوحى إِلَيَّ وَما أَنَا إِلَّا نَذِيرٌ مُبِينٌ).
آية وحيدة في صيغة التعبير ، دفاعا عن هذا البشير النذير ، تستأصل آخر التهم المزعومة الموجهة اليه : انه بدع من الرسل واختلاق من الرسالة : (أَجَعَلَ الْآلِهَةَ إِلهاً واحِداً إِنَّ هذا لَشَيْءٌ عُجابٌ ... ما سَمِعْنا بِهذا فِي الْمِلَّةِ الْآخِرَةِ إِنْ هذا إِلَّا اخْتِلاقٌ) (٣٨ : ٧) وي كأنهم ما قرعت آذانهم. دعوات التوحيد المتواصلة من رسل الله : (وَما أَرْسَلْنا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لا إِلهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ) (٢١ : ٢٥). اللهم إلا ان يعنوا من الملة الآخرة ذوي العلة من الشرك والضلال ، حيث عاشوا جوها الضال ، كأن لا ملة اخرى غيرهم ، فظلوا يعجبون من دعوة التوحيد بكل ضلال ودلال!.
(قُلْ ما كُنْتُ بِدْعاً مِنَ الرُّسُلِ) : لا في رسالتي وكتابي ، ولا في سنتي ودعوتي ، ولا في اي من واجبات الرسالة او راجحاتها ، او محرماتها ومحظوراتها ، فأنا بشر رسول كمن قبلي ، لا ملك ولا إله ولا ابن الله ، ولا املك من الله شيئا لحد :
(وَما أَدْرِي ما يُفْعَلُ بِي وَلا بِكُمْ) : وما يفعله بي ربي ولا سواه ، من خير أو