الآية الكرامة ، في ميادين النضال الكرامة : (فَأَنْزَلَ اللهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَمْ تَرَوْها) (٩ : ٤٠) (فَأَرْسَلْنا عَلَيْهِمْ رِيحاً وَجُنُوداً لَمْ تَرَوْها ..) (٣٣ : ٩) (وَأَنْزَلَ جُنُوداً لَمْ تَرَوْها ..) (٩ : ٢٦)!!.
وترى من الذي يعلم جنود الرب إلّا هو ، بعددهم وعددهم؟ : (وَما يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ وَما هِيَ إِلَّا ذِكْرى لِلْبَشَرِ) (٧٤ : ٣١) ليس لأن الله بحاجة الى جنود هي خلقه الفقراء إليه ، لولاهم لما تغلّب على أعدائه ، وإنما هي ذكرى للبشر ، وكمناصرات عينيه تبصر ، او لا ترى ولا تبصر (وَكانَ اللهُ عَلِيماً حَكِيماً) قبل خلق الجنود وبعثهم وبعده : عليما بضعفكم ، حكيما في جبركم بنصركم ، ومن حكمته أن يرسل جنودا لكي نلمس نصره ، فلا نستغله ـ لو كان مجرد مشيئة إلهية ـ أنه منّا ، أو أن خلقه يتمنّع عن تحقيق أمره في نصره ، فجنوده تجنّد على علمه وبحكمته ، (وَما هِيَ إِلَّا ذِكْرى لِلْبَشَرِ)! :
ثم هذا الفتح المبين ، وإنزال السكينة ـ قبله ـ في قلوب المؤمنين ، وإرسال جنود سماواتية وأرضية ، إنها تهدف ضمن ما تهدف من تعزيز الرسول الأمين :
(لِيُدْخِلَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِناتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها وَيُكَفِّرَ عَنْهُمْ سَيِّئاتِهِمْ وَكانَ ذلِكَ عِنْدَ اللهِ فَوْزاً عَظِيماً. وَيُعَذِّبَ الْمُنافِقِينَ وَالْمُنافِقاتِ وَالْمُشْرِكِينَ وَالْمُشْرِكاتِ الظَّانِّينَ بِاللهِ ظَنَّ السَّوْءِ عَلَيْهِمْ دائِرَةُ السَّوْءِ وَغَضِبَ اللهُ عَلَيْهِمْ وَلَعَنَهُمْ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَهَنَّمَ وَساءَتْ مَصِيراً. وَلِلَّهِ جُنُودُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَكانَ اللهُ عَزِيزاً حَكِيماً) :
جنود إلهية هنا بعزّة الله وحكمته : حكمة الغلبة على عدوه بعد عزته ، وهناك بعلمه وحكمته : حكمة الانتصار لعباده بعد علمه ، تحتف بالمؤمنين والمؤمنات لإدخالهم جنات ، وبمن سواهم لإدخالهم دركات ، كما جنّد كلّ نفس لما إليه المصير ، والله بما يعملون بصير.
ثم وهذه السكينة وذلك الفتح المبين هما للمؤمنين والمؤمنات عذب