مهتاجا ثائرا بقوله : أليس كان يحدثنا أنه سنأتي البيت ونطوف به؟ قال : بلى! أفأخبرك أنك تأتيه العام؟ قال : لا .. فتركه الى النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم فسأله سؤاله فأجابه : أفأخبرتك أنك تأتيه العام؟ قال : لا .. قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم : «فإنك آتيه ومطوف به».
فهذه الصورة التي تزعزع أركان إيمان الخليفة عمر ، ترى ماذا تفعل بمن دونه ، فإنما السكينة في قلبه وأمثاله حفاظ على الإيمان ، وفي قلوب المؤمنين فوقه (لِيَزْدادُوا إِيماناً مَعَ إِيمانِهِمْ ..) ولم يكن الأمر ـ الذي انتهى الى الصلح الفتح ـ لم يكن هينا على نفوسهم ، فأصبحوا ـ على درجات إيمانهم أم ماذا ـ في تضيّق من صدورهم وقلوبهم ، وضغط على نفوسهم ، حتى أنزل الله السكينة في قلوبهم فارتاحوا الى طمأنينة والحمد لله!.
وإضافة إلى السكينة الإلهية النازلة في قلوب المؤمنين كجند إلهي في دواخل ذواتهم ، التي تطمئنهم في الهزاهز ، فجنود السماوات والأرض كذلك مجندة من خارج ذواتهم لنصرتهم: (وَلِلَّهِ جُنُودُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَكانَ اللهُ عَلِيماً حَكِيماً) فما هي جنود السماوات والأرض ، أو من هم؟
ليس الله سبحانه كمن يجند من لا طاقة له بمرامه ، أو لا يمشي إلى مرامه ، أو يقلّ بجنب عدوه ، فالكون كله جنوده ، مما يرى وما لا يرى ، من سماوات وأرض ومن أو ما فيهما أو بينهما ، فلا يملك أعداء الله على كثرتهم في حسابنا ، لا كثيرا ولا قليلا من عدة أو عدة ، بجنب ما يملكه الله من جنود ، تكفي طيرهم الأبابيل ان ترمى أصحاب الفيل بحجارة من سجيل ، تجعلهم كعصف مأكول! ولكنما السنة الإلهية جارية في نطاق الأسباب ، فلا يرسل جنوده إلا لنصرة من جنّد طاقاته كلها في سبيل الله ، دونما كسل ولا زحف ولا فشل ، وبعد إذ كلت قواهم ، فقد يبعث جنودا : إلى قلوبهم كالسكينة ، وإليهم كجنود مرئية وسواها بما نبه عليها في طيات آيات تتحدث عن النصر