السمت» (١).
(ذلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْراةِ) ذلك القدسية الفردية والجماعية السليمة الاسلامية في الذين مع الرسول مثلهم السامي في التورات ، كما في بشارات عدة تصف الرسول صلّى الله عليه وآله وسلّم وأمته بقوة في دين وصمود ضد أعداء الدين (٢).
مثل ما في (مزمور ١٤٩ : ١ و ٦ ـ ٩) من زبور داود : «هللويا. رنموا للرب ترنيما جديدا ، أقيموا تسبيحه في مجمع الأصفياء ... يبتهج الأصفياء في المجد يرنمون على أسرتهم (٦) تعظيم الله في أفواههم وبأيديهم سيف ذو حدين (٧) لإجراء الانتقام على الأمم والتأديب على الشعوب (٨) لإيثاق الملوك بالقيود وشرفائهم بكبول من حديد (٩) ليمضوا عليهم القضاء المكتوب ، هذا فخر يكون لجميع أصفيائه. هللويا».
فانها تجمع مواصفتهم بالشدة على الكفار والرحمة بينهم أنفسهم وأنهم أصفياء ... وهكذا تجد آيات في عموم التورات وخصوصها بحق الأمة الاسلامية (٣).
(وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ) : أخرج فرخه وفرعه دون أن ينقص فرخه من قواه بل «فآزره» ناصر عوده وأصله ، أو أن الزرع آزر فرعه ، أو المعنى مؤازرة الأصل الرسالي والفرع الذي معه ، فالرسول برسالته وتوفيق الله يصنع مؤمنين ويؤازرهم ، وهم بايمانهم وتوفيق الله يؤازرونه ويعزرونه.
ومن جراء هذا الإخراج وتلك المؤازرة «فاستغلط» الزرع بشطأه (فَاسْتَوى
__________________
(١) الدر المنثور ٦ : ٨٢ : اخرج ابن مردويه عن ابن عباس (رض) عن النبي (ص) في الآية قال : ان جبريل قال : إذا نظرت الى الرجل من أمتك عرفت ...
(٢) راجع رسول الإسلام في الكتب السماواة ، قسم البشارات التوراتية.
(٣) خصوص التوراة هي الاسفار الخمسة الموسوية ، وعمومها كتب العهد العتيق بأجمعها من أي نبي إسرائيلي كان.