عطفا على الجهر له بالقول وهو حي؟ الحق أنه لا محظور ، وإلا لحظر على الأذان المجهور به للصلوات في مسجده ، وعلى خطبة الجمعة وسائر الخطب فيه ، وعلى الدروس التي تلقى فيه ، أم وسائر الجهر ما لم يكن فيه هتك لساحة الرسول صلّى الله عليه وآله وسلّم كجهر المعاركات التي تحصل تعصبا عند قبره ، وجهر الكلمات المفرقة لجموع المسلمين ، الهاتكة لحرمهم ، الفاتكة لحرم الرسول وحرمه ، كالمجاهرة بتكفير جماعة غفيرة من المسلمين ، ونسبتهم إلى الشرك ، لأنهم يقبلون ضريح الرسول صلّى الله عليه وآله وسلّم الطاهر حبا فيه لا عبودية ، وكما أن غيرهم يقبلون أولادهم وأيدي وجباه علماءهم حبا أو احتراما لهم ، تلك إذا قسمة ضيزى ظالمة ، ان ذلك شرك وليس هذا شركا! جمع الله شمل المسلمين ـ آمين.
من ثم ـ وبعد التنديد الشديد بمن يرفعون أصواتهم فوق صوت النبي أو يجهرون له بالقول ـ يمتدح من يغضون أصواتهم عند رسول الله :
(إِنَّ الَّذِينَ يَغُضُّونَ أَصْواتَهُمْ عِنْدَ رَسُولِ اللهِ أُولئِكَ الَّذِينَ امْتَحَنَ اللهُ قُلُوبَهُمْ لِلتَّقْوى لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ عَظِيمٌ)
إن غض الأصوات عند الرسول صلّى الله عليه وآله وسلّم وهو كسرها ، يرمز إلى واجب التخضّع عنده في أي صوت أو صيت ، لأنه يحمل رسالة الله ، فلا يساوى بغيره أو يسامى ، وإنما غض وحضّ ظاهر في حال ومقال من قلب ممتحن للتقوى ، وكما الجهر له ورفع الصوت على صوته ، هو من قلب مقلوب ممتهن بالطغوى ، فهؤلاء تحبط أعمالهم ، وأولئك الأكارم لهم مغفرة عما تعرضهم من لمم وسواه ، وأجر كريم حيث يغضون أصواتهم عند رسول الله ، وإنما (رَسُولِ اللهِ) لا محمد
__________________
ـ أصواتهما فجاء فقال : أتدريان اين أنتما؟ ثم قال : من اين أنتما؟ قالا : من اهل الطائف فقال : لو كنتما من اهل المدينة لأوجعتكما ضربا ـ أقول لعله (رض) حرم ذلك لكونه معاركة في مسجده (ص) إلا انه كيف يفرق في حكم الله بين اهل الطائف والمدينة؟ انا لا ادري!.